حذر رئيس مجلس الكنيسة البروتستانتية في ألمانيا من عودة النزعات القومية ومعاداة السامية، داعيا من يصوت للأحزاب الشعبوية اليمينية إلى التفكر في موقفه الذي يعطي شرعية لأحزاب ترفض الاختلاف. قال هاينريش بدفورت-شتروم اليوم الأحد (11 نوفمبر 2018) في مستهل الاجتماع السنوي للكنيسة بمدينة فورتسبورغ بولاية بافاريا جنوبي ألمانيا إنه بعد نهاية الحرب العالمية الأولى قبل مائة عام، وبعد حرب أخرى مروعة، توصل المواطنون آنذاك للاستنتاجات الصائبة ودعوا "لعدم شن حرب مرة أخرى" وكذلك "لعدم معاداة السامية مرة أخرى". وتابع بدفورت-شتروم وهو يشغل أيضا منصب أسقف مدينة ميونيخ جنوبي ألمانيا قائلا: "لاسيما نحن المسيحيون سوف نعمل على ألا يتم التخلي عن الدروس المستفادة من التاريخ وكذلك من أجل أن يظل تصالح الشعوب الهدف الأسمى لعملنا الاجتماعي والحكومي". وأكد أنه يجب ألا يكون للكراهية وعدم الثقة مستقبل، حتى إذا حاولت قوى شعبوية يمينية بصفة خاصة إثارة المخاوف والعمل على شق الصف والتشكيك في الإجماع الأساسي على مجتمع متسامح وعالمي. وبالنظر إلى الذكرى الثمانين لليلة تعقب النازيين لليهود والمعروفة باسم ليلة الكريستال والتي توافق التاسع والعاشر من شهر تشرين الثاني/نوفمبر، حذر الأسقف الألماني من تأجج توجهات التحريض المعادية للسامية مجددا، وقال: "لن نسمح بأن يتم توصيف النصب التذكاري للمحرقة اليهودية بأنه نصب تذكاري للعار وأن تتم الدعوة لتغيير سياسة التذكر بـ 180 درجة". وأضاف بدفورد-شتروم: "يتعين على من ينتخب أحزابهم (أحزاب اليمينيين) معرفة أنه يمنح هذا الفكر الخطير الشرعية"، مؤكدا أنه يتعين على جميع الديمقراطيين، ولاسيما المسيحيين التصدي لهذا الفكر. م.أ.م/ي. ب ( د ب أ)
مشاركة :