هذا حال أغلب الأمانات في المناطق التي أحدث المطر فيها سيولاً مُدمرة، حتى أصبحت غارقة ومُخلفة وراءها الخسائر، بِسبب إهمال دور الرقابة على المشاريع ذات سوء الكفاءة والجودة، والتي لم نجنِ ثِمارها بِشكل ناجح 100 في المئة حتى غَيثنا هذا. في الحقيقة لا أُنكر الجهود الجبارة التي بُذلت أخيراً، في تخفيف الأضرار المُدمرة والمُميتة، نتيجة هطول الأمطار الغزيرة على بعض المُدن لدينا، ولكن هذا لا يُعفي «المسؤول» أيضاً من إيجاد عِلاج شامل وفوري لِكافة أجزاء المدينة، فَلا نُداوي حياً قد غرق هذا العام، ونَنسى الآخر لِحين العام المُقبل حتى نُضمده. من المُعيب حقاً أن نُعلق الفشل في كُل مرة وتصريح على الطبيعة، فَهُناك دول مُجاورة الأمطار لا تَنقطع عنها بالشهور، ومع ذلك لا تَجد في شوارعها مسابح مائية، أو حتى بحراً مَوسمياً، أو سيلاً مُدمراً مِثلما يحدث لدينا، فالوضع أصبح كارثياً نَتيجة الفَسَاد الذي كان ينهش في مُستقبل هذا الوطن سابقاً. أرجو أن يَخلق المسؤولون هذه المرة حلولاً جذرية، ذات واقعية لِهذه الظاهرة الموسمية، وأرجو كذلك أن يتم من بين الحين والآخر، إجراء اختبارات دورية لِمقياس أداء الخطر وعِلاجه، ومعرفة مكامن الإصلاح، حتى لا تُكرر الواقعة، فَيكون مع كُل تصريح، «أسمع جعجعة ولا أرى طحناً»! هُناك العديد من الحلول الناجحة في بِعض الدول، والتي يَجب أن نَبحث عنها ونُطبقها بِحذافيرها، فَلا يَنقُصنا شيء ولله الحمد، ومع ذلك لا أعلم لِماذا يَتخاذل بَعض المسؤولين من توفير الحل المُناسب والعمل عَلَيْه. أرجو أن نَفرح بالمطر بَدلاً من التحذير مِنه في المرات المُقبلة، وأرجو أن نَستفيد من الأمطار بَدلاً من أن تُحمِّلنا خسائر فادحة بِسبب إهمال المُقصرين. @jbanoon
مشاركة :