أسمع جعجعة ولا أرى طِحنا

  • 2/16/2018
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

عندما أعلنت السلطات العراقية عن دحرها تنظيم داعش الارهابي وتوجهها لاعمار بغداد بعد سنوات عجاف من الحروب، انبرت الدول الصديقة للعراق وأعلنت عن استعدادها للمشاركة الفاعلة في عملية الاعمار وعلى رأسها المملكة والامارات، والعديد من الدول التي يهمها أن تعود العراق الى حضنها العربي وتنتهي من أزماتها الطاحنة التي عانت منها طويلا. وفي ضوء هذه الاستعدادات التي أبدتها الدول الشقيقة والصديقة للعراق أخذت الأبواق الايرانية تعزف على منغومتها المهترئة بانقاذ العراق، وهي منغومة ينطبق عليها تمام الانطباق المثل العربي الشهير السائر: «أسمع جعجعة ولا أرى طِحنا» فقد تعود حكام طهران على رفع رايات الانتصار للعراق، غير أن العراقيين عادوا ومازالوا يعودون بخفي حنين من تلك الشعارات الاعلامية المرفوعة. العالم بأسره يدرك تماما أن النظام الايراني الارهابي حشر أنفه في شؤون العراق الداخلية كما هو الحال مع بعض دول المنطقة، ولم يحصد العراقيون من هذا التدخل السافر الا إطالة أزمتهم ووصول الحرب التي طالت لسنوات الى ذروتها، فهذا النظام الدموي الذي استمرأ تصدير ثورته الارهابية الى كل مكان قام بتصديرها الى العراق فأشعل حربا طويلة كادت أن تأتي على الأخضر واليابس في هذا القطر الشقيق. المعزوفة الإيرانية لن تنطلي بأي شكل من الأشكال على العراقيين الشرفاء، فهم يعلمون علم اليقين من هم الأصدقاء ومن هم الأعداء ويميزون تماما بين هؤلاء وهؤلاء، ولا يمكن أن يحصد الشعب العراقي من تلك الأبواق الا مزيدا من التطبيل الأجوف، فقد أصر النظام الايراني طيلة اشتعال الحرب على إطالة أمدها وتسهيل إدخال المنظمات الارهابية الى الأراضي العراقية كما هو الحال مع داعش والقاعدة وغيرهما من تلك التنظيمات. لقد كانت المملكة من أولى الدول التي سارعت بالإعلان عن إعمار العراق بعد سنوات من الحرب كما هو الحال مع أشقاء وأصدقاء العراق، وهو إعلان لا يرفع لمجرد الاستهلاك كما هو الحال مع الاعلانات الإيرانية الفارغة من محتواها، فقد وقفت المملكة وأشقاء العراق وأصدقاؤه للدفاع عن الحقوق العراقية الثابتة والعمل مع كل المنظمات الدولية على إرساء الأمن والسلم في هذا البلد. العراق سوف يعود حرا وسوف يتخلص من كل أزماته، وسوف يعمد الى إبعاد أعدائه عنه ويوقف تدخلهم السافر في شؤونه، فقد صمم على بناء جديد لدولة مزقتها الحروب، فبعد تصميمه على تصفية داعش والخلاص من الارهاب داخل أراضيه فانه يعمد الآن الى بناء مؤسساته وبنيته التحتية، ولن تتوانى المملكة والدول الشقيقة والصديقة للعراق عن بذل مساعيها لإعادة الإعمار رغم أنوف الحاقدين والمشككين في عودة الأمن والاستقرار الى العراق من جديد.

مشاركة :