رأت مصادر سياسية متعددة أن التشدد الذي ظهر في موقف الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، في تمسكه بنواب سنة 8 أذار «حتى قيام الساعة» يعني أن لا حكومة في الأفق المنظور وأن لبنان مقبل على مرحلة سياسية جديدة شديدة التعقيد والخطورة. وقالت المصادر لـ «الحياة» إن نصرالله قام بمرافعة مطولة في وجه كل الاطراف المعنية بتأليف الحكومة ومواقفها خلال الاشهر الماضية، بمن فيهم رئيس الجمهورية ميشال عون وموقفه المتضامن مع رفض الرئيس الحريري تمثيل سنة 8 اذار. وأوضحت المصادر لـ «الحياة» أن «تشدد نصرالله في شروطه ولهجته العالية سواء أكان لأسباب اقليمية أم محلية أمو الاثنين معاً يعني ان على الفرقاء الأخرين تقديم التنازلات ازاء مطالبه، بمن فيهم الرئيس عون، وإلا، لا حكومة». < في انتظار ما سيكون عليه موقف الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري بعد عودته من باريس، في مؤتمر صحافي يعقده غدا في «بيت الوسط» ويعرض خلاله، وفق مكتبه الاعلامي، «التطورات السياسية ومستجدات تشكيل الحكومة»، يعيش اللبنانيون هاجس أزمة تأليف الحكومة، بانتظار حل عقدة نواب «سنة 8 أذار» الذي لا يبدو وشيكا حتى الآن مع رفع السقوف وتشبث المعنيين بموقفهم. وفي المواقف اعتبر وزير الطاقة سيزار أبي خليل أن «السيد حسن نصر الله ترك باباً للحل في خطابه بالأمس الذي كان عالي السقف بالشكل، لكن من يراقب المضمون يلاحظ ذلك وكلنا معنيون بالحل ونحن كتيار وطني حر صلة الوصل التي تمد الجسور بين جميع الأفرقاء، ولا داعي للتشاؤم المضخّم والحلّ سيكون عادلاً ويحترم المعايير». ورأى عضو «تكتل لبنان القوي« النائب آلان عون أنه «بسبب الإشتباك حول النواب الستة المستقيلن، إهتزت التسوية القائمة بين «تيار المستقبل« و»حزب الله« حول المساكنة داخل البلد والتسوية الرئاسية، وهنا دورنا للانقاذ»، مشيرا الى ان «هذا البلد منذ العام2005 برهن أنه لا يسير من دون تفاهم كل المكونات الاساسية وأن كل مكون أساسي يمكن أن يعطله». وسأل:»ماذا سنستفيد إذا عدنا الى المشكلة؟»، معتبرا أن «لا حل الا بجمع كل الافرقاء». ولفت الى أن «موضوع توزيع الحقائب لدى الرئيس االمكلف، وهو كان يتفاوض مع «حزب الله» بطريقة مباشرة ونحن لم نتفاوض عن أحد ولسنا جزءا من المشكلة القائمة»، موضحا أن «لدينا رأينا في العقدة السنية وتقديرنا لهذا التجمع نختلف حوله مع «حزب الله». وأمل عضو كتلة «المستقبل» النائب طارق المرعبي بأن «يصار الى تسهيل عملية تأليف الحكومة لانطلاق البلد في مرحلة جديدة لأن الظروف الحياتية والاقتصادية ضاغطة جدا. العناد السياسي والتحدي اللذان يفرضهما البعض سينعكسان سلبا على الوطن والتجارب مريرة وعانينا كثيرا». وقال عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب بلال عبد الله: «من السهل أن نخطب رافعين سقوف التسوية لأسباب غير واضحة، والأسهل أن تأتي ردود نارية تزيد الوضع تأزيما، ولكن تبقى المهمة الاصعب كيف ننقذ اقتصادنا ونقدنا، وكيف نعالج مشاكلنا المزمنة في الكهرباء والمياه والنفايات والاسكان والتعليم والصحة والفقر وفرص العمل وهجرة الشباب واللائحة تطول». كرامي: «حقنا بدنا ناخده بدنا ناخده»! وفي المقابل لفت عضو «اللقاء التشاوري» النائب فيصل كرامي إلى أن «حديث البلد اليوم هو العقدة السنية التي تؤخر وتعرقل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية»، مضيفاً: «اقول لكم جازما بأنها ليست عقدة الا لمن ارادها كذلك، ويروج حولها الاضاليل المكشوفة لدى جميع اللبنانيين، مع الاكثار من المزايدات والهوبرات». وقال: «غاب عن هؤلاء المهوبرين اننا ابناء مسيرة سياسية عمرها من عمر لبنان، وان التعاطي معنا بهذا الشكل من قبل هواة ومبتدئين في السياسة لا يجدي نفعا، فلسنا نحن من يخاف الحق، ولا من يتنازل عن الحق، مهما رفعوا اصواتهم ومهما ابتكروا شعارات». وتابع: «في الواقع هذه العقدة هي عقدة الرئيس الحريري الذي عقد اتفاقات على توزيع الحصص متجاوزا مطلب النواب السنة المستقلين وكأنه غير موجود، فهو لم يناقش يوما ولم يبحث فيه بجدية يوما، بل فوجئ بسحر ساحر بأنه مطلب طارئ وكأن اللقاء التشاوري ولد البارحة وليس بعد 3 اسابيع من صدور نتائج الانتخابات، على رغم مطالبتنا منذ اليوم الاول بتمثيل نائب سني من خارج تيار المستقبل. نحن من جهتنا لن نتنازل عن حقنا وعن مطلبنا، وعلى من عقدها ان يحلحلها ولو أدى الأمر الى تغيير في تركيبة الحكومة التي تم بناء توازناتها عبر تجاهلنا. (بالعربي حقنا بدنا ناخده بدنا ناخده)». وأمل عضو اللقاء ذاته النائب قاسم هاشم بـ«أن لا تستمر الأمور على هذا النحو». أما النائب الوليد سكرية فرأى أن «هناك من اختطف الطائفة السنية من سنوات وأبعدها عن أي فكر أو عمل مقاوم، لكنني اقول لهم أننا نحن أبناء الطائفة السنية أهل العروبة والاسلام، قاتلنا اسرائيل قبل قيام حزب الله، وبوصلتنا فلسطين المحتلة ولن نحيد عن هذا الهدف الى جانب حلفائنا».
مشاركة :