باريس - كشف حسن الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث المنظمة لكأس العالم في كرة القدم 2022 في قطر، عن تلقي الدولة الخليجية عروضا من دول عدة لاستضافة منتخبات خلال البطولة، ومن بين هذه الدول إيران، في خطوة قد تزيد من عزلة قطر في محيطها الخليجي، فضلا عن أنها تهدد بتأزيم علاقاتها مع الولايات المتحدة التي تحكم الحصار على طهران. وأشارت تقارير صحافية إلى أن إيران عرضت استضافة بعض المنتخبات خلال البطولة التي ستكون الأولى التي تقام في الشرق الأوسط، علما أن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، قد سبق له الإشارة إلى تواصل مع دول عدة في المنطقة بشأن احتمال مماثل. وقالت أوساط خليجية إن الالتجاء إلى إيران لكسر العزلة سيجعل قطر في مواجهة طويلة مع محيطها الخليجي وجزء من محيطها العربي الذي لا يختلف مع طهران فقط لأسباب سياسية من خلال تدخلها العسكري المباشر أو عن طريق وكلاء لها لفرض الفوضى في عواصم عربية عدة، ولكن بسبب مساعي الإيرانيين لتوسيع نفوذهم الطائفي في المنطقة، وتهديد وحدة المجتمعات المحلية، وهو ما ستتم معارضته حتى داخل قطر ذاتها. وتشير هذه الأوساط إلى أن الدوحة ستتمسك بالفرصة التي يوفرها لها المونديال في محاولة اختراق المقاطعة المحكمة ضدها، وتخفيف العبء المالي وتكاليف الملاعب والفنادق والبنية اللازمة لإنجاح تظاهرة عالمية كبرى لا يقدر عليها بلد صغير. وعلى هامش حضوره منتدى باريس من أجل السلام، قال الذوادي ردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية عن احتمال موافقة قطر على عرض إيراني في هذا السياق، إن قطر تلقت “عروضا عدة من دول في ما يتعلق باستضافة منتخبات”. وشدد على أنه “لم يتقرر بعد أي شيء في هذه المسألة التي ستبقى موضع نقاش”، مضيفا أن أي إجراء مماثل (استضافة دول أخرى لمنتخبات) يشكل “جزءا من خطتنا العملية”. لكنه شدد على أنه “من البديهي أن (يكون المضي به مرتبطا) بالموافقة على ذلك من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)”، مضيفا “هذا نقاش سنخوضه مع الاقتراب أكثر من موعد البطولة” المقررة في نوفمبر وديسمبر 2022. Thumbnail وسعت الدوحة إلى اختراق الحملة الدبلوماسية التي قادها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفرض عقوبات مشددة على إيران، بهدف كسب ودها واعتماد علاقتها بطهران ورقة للمناكفة في خلافها مع دول المقاطعة، وخاصة السعودية. وستشكل استضافة إيران لمنتخبات مشاركة في البطولة -في حال الموافقة عليها- دفعة لطهران التي تواجه محاولات أميركية لعزلها دوليا شملت إعادة فرض العقوبات عليها هذا الشهر. في المقابل قد تؤدي إلى تعميق الخلاف بين قطر من جهة، والسعودية والإمارات والبحرين التي تعتبر إيران خصمها الأبرز في المنطقة من جهة ثانية. وقطعت الدول الخليجية الثلاث، إضافة إلى مصر، علاقاتها مع قطر في يونيو 2017 على خلفية اتهامها بدعم الإرهاب. وشمل قطع العلاقات وقف الرحلات الجوية وإغلاق منفذ حدودي مع السعودية ومنع الرعايا من السفر. وأمل الذوادي في أن ترفع هذه الدول الحظر على سفر مواطنيها مع اقتراب موعد كأس العالم. ويأتي الحديث عن احتمال استضافة بعض المنتخبات خارج قطر، في ظل دراسة اقتراح مدعوم من إنفانتينو، بزيادة عدد المنتخبات في مونديال 2022 من 32 إلى 48 منتخبا، بدلا من الانتظار حتى مونديال 2026 بحسب ما كان قد قرره الاتحاد الدولي. وستفرض هذه الزيادة على الدولة الخليجية تحديات جديدة على صعيد الاستضافة وإقامة المنتخبات واستيعاب الأعداد الإضافية للمشجعين، نظرا إلى أن قطر التي اختيرت لاستضافة تظاهرة عام 2022، بنت استعداداتها منذ ذلك الحين لمونديال من 32 منتخبا. وكان إنفانتينو قد أكد أواخر أكتوبر، مناقشة اقتراح الزيادة مع الجانب القطري و”أصدقاء عديدين في المنطقة” من دون تحديدهم، علما أنه شدد مرارا على أن أي زيادة ترتبط بموافقة الجانب القطري.
مشاركة :