جنيف / الأناضول قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، الأربعاء، إن مواجهة الأسلحة الحارقة لتحالف نظام بشار الأسد "لا يحتمل التأجيل". ودعت المنظمة الحقوقية الدولية الدول المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة القادم لنزع السلاح أن تتفق على تعزيز القانون الدولي الذي يحكم الأسلحة الحارقة، وسط وجود أدلة على 30 هجوما جديدا باستخدام هذه الأسلحة في سوريا. جاء ذلك في بيان للمنظمة يتضمن تقريرا أصدرته اليوم بعنوان "الأساطير والحقائق حول الأسلحة الحارقة"، المؤلف من 13 صفحة. وتحتوي الأسلحة الحارقة على مواد سريعة الاشتعال مثل النابالم أو الترميت أو الفوسفور الأبيض. ويفصل التقرير الضرر الوحشي الاستثنائي الذي تسببه الأسلحة الحارقة، ويشرح أوجه القصور في القانون الحالي، ويحدد الخطوات التي على البلدان اتخاذها للاستجابة لهذا الوضع. ومن المقرر أن تناقش الدول الأطراف في "اتفاقية الأسلحة التقليدية" الأسلحة الحارقة في الأمم المتحدة بجنيف من 19 إلى 23 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري. ويفرض البروتوكول الثالث لهذه المعاهدة بعض القيود على استخدام الأسلحة الحارقة، لكنه لا يوفر حماية كافية للمدنيين، وفق بيان المنظمة. وفي عام 2018، استخدم التحالف العسكري السوري الروسي أسلحة حارقة في 30 هجوما على الأقل في 6 محافظات سورية، حسب أبحاث "هيومن رايتس ووتش". وشملت غالبية هذه الهجمات صواريخ أرضية، لكن الأسلحة التي أسقطت جوا تسببت أيضا في أضرار. على سبيل المثال، أدت غارة جوية حارقة في 16 مارس/ آذار على الغوطة الشرقية إلى مقتل ما لا يقل عن 61 شخصا وإصابة أكثر من 200 شخص، وفق المصدر ذاته. وثقت هيومن رايتس ووتش 90 هجوما إضافيا بالأسلحة الحارقة في سوريا من نوفمبر/ تشرين الثاني 2012 حتى 2017، ومن المرجح أن يكون العدد الإجمالي لهذه الهجمات أكثر. وفي هذا الصدد، أضافت المنظمة الدولية "على الدول المجتمعة في الأمم المتحدة أن تعالج نقاط الضعف في البروتوكول الثالث، وأن توضح سياساتها وممارساتها، كما عليها إنشاء منتدى مخصص لمراجعة البروتوكول بشكل أكثر رسمية في عام 2019 بهدف تعزيز حمايته للمدنيين". ووفق "رايتس ووتش"، يشمل البروتوكول الثالث ثغرتين رئيسيتين أضعفتا تأثيره. أولها أنه يستثني تعريفه الأسلحة متعددة الأغراض، مثل تلك التي تحتوي على الفسفور الأبيض، رغم أنها يمكن أن تتسبب بنفس الإصابات المروعة مثل غيرها من الأسلحة الحارقة. وقالت المنظمة الدولية إن الفسفور الأبيض يستطيع أن يستمر في حرق الجروح المضمدة وإعادة الاشتعال بعد أيام من العلاج، إذا تعرضت الجروح للأكسجين. وثاني الثغرات التي تراها "رايتس ووتش"، في البروتوكول أنه يسمح باستخدام أنواع من الأسلحة الحارقة التي يتم إطلاقها من الأرض في ظروف معينة، داعية إلى إلغاء هذا التمييز العبثي لأن كل الأسلحة الحارقة لديها التأثير نفسه. وقالت المنظمة إن "فرض حظر كامل على الأسلحة الحارقة له فوائد إنسانية عظيمة". ولم يوقع النظام السوري على معاهدة الأسلحة التقليدية لعام 1980 والتي تشمل قيودا على استخدام الأسلحة الحارقة في المناطق التي يسكنها عدد كبير من المدنيين. وعلاوة على الأسلحة الحارقة استخدمت قوات الأسد قنابل عنقودية وفراغية، فضلا عن استخدام أسلحة كيماوية في قصف مناطق لاستعادة السيطرة عليها من المعارضة. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :