لغة الفنون قادرة على إيصال رسالة التسامح وتعزيزها، وهذا بالفعل ما قام به المهرجان الوطني للتسامح الذي تنظمه وزارة التسامح، تحت شعار «على نهج زايد» برعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، واستطاع تجسيده من خلال الفعاليات التي تستقطب يومياً الآلاف من الجماهير بحديقة أم الإمارات التي ازدادت توهجاً بفعل الحراك الثقافي والتوعوي والفني بأبوظبي. مسؤولية مجتمعية قال ياسر القرقاوي المدير التنفيذي للمهرجان الوطني للتسامح، إن وزارة التسامح حريصة على أن تصل رسالة التعايش والتسامح وقبول الآخر إلى جميع فئات المجتمع، مؤكداً أن فلسفة تنظيم وزارة التسامح للمهرجان تقوم على الاقتداء بقيم وسيرة وأفعال وأقوال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، والاحتفاء باليوم العالمي للتسامح الذي يصادف 16 نوفمبر من كل عام، بهدف التوعية بالمسؤولية المجتمعية تجاه التسامح، كما أن المهرجان يشهد مشاركة أكثر من 120 جهة بين اتحادية ومحلية وخاصة، والنقطة الأهم تتمثل في مشاركة الأطفال وطلبة المدارس والجامعات، حتى تصل إليهم رسالة التسامح، والتي تركز على أربعة منطلقات، أولها التراث الإنساني في التسامح، وثانيها التراث الإسلامي والتراث العربي في التسامح، وثالثها التراث المحلي وأقوال وأفعال المغفور له الوالد زايد، ورابعها المواقف السامية لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية. طريق الحرير وأضاف القرقاوي: برنامج المهرجان يتضمن وجود المرسم الحر، والشرطي الصغير، ومعرض الشيخ زايد، إضافة إلى عروض المسرح الكبير وأهمها عرض «أمواج عالمية»، وهي تتحدث عن موسيقى المنطقة من دول جنوب شرق آسيا والهند وباكستان وبنجلاديش، إضافة إلى عروض إماراتية، أما عرض أورنينا الذي يضم أكثر من 15 جنسية مختلفة، فيقدم العرض العالمي طريق الحرير، وهو مزيج من الشعر والموسيقى في إطار حكايات بسيطة، على مسرح حديقة أم الإمارات، وهو عرض مستلهم من فكرة التعاون بين المشرق والمغرب، فطريق الحرير يبدأ من أوروبا، وينتهي إلى الصين مرورا بالمنطقة العربية. التسامح في الإسلام من جهة أخرى، تشارك الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بالمهرجان الوطني للتسامح، ومن خلال منصتها تقدم كتاب التسامح المترجم إلى 7 لغات، منها الفرنسية والألمانية والأوردو وماليام والإسبانية، ويتناول معنى التسامح وأسسه في الإسلام، والتي تنقسم إلى التسامح في العقائد والعبادات والمعاملات، كما يشتمل على فصل يتحدث عن التسامح مع الدول والشعوب غير المسلمة. لوحات تتغنى بالتسامح استقطبت الفعاليات شريحة واسعة من الأطفال والشباب، عبر ورش مفتوحة لإبراز المواهب بحديقة أم الإمارات التي تمثل مقصداً لجمهور غفير ينشد المتعة والاستفادة والتعليم والترفيه، وشارك عدد من الشباب في تشكيل لوحات كبيرة، مستخدمين الألوان ومواد الرسم المختلفة في التعبير عن مبادئ التسامح وحبهم للإمارات، إلى ذلك قال الشاب عبدالله الهاشمي الذي اختار رسم لوحة تراثية مستعملا ألوان العلم: رسمت لوحة تراثية تعكس قيمة التسامح من حيث استعمال اللون الأبيض للتعبير عن التسامح وقبول الآخر، كما شكل سلطان الهاشمي لوحة في حب الإمارات بالرسم على الجدران حازت اهتمام جمهور المهرجان الوطني للتسامح. ومن بين الزوار، قالت سويونج كيم من كوريا الجنوبية والمقيمة في أبوظبي، إن الإمارات تعمل بمبدأ التسامح وتقوم عليه، فالكل يعيش بسلام وأمان ويمارس طقوسه في إطار من الحرية والاحترام والتقدير، وأبدت إعجابها بالنهضة العمرانية والثقافية والحركة الفنية التي تحياها الدولة. وأشارت سوكينج بارك من كوريا الجنوبية (زائرة)، إلى أنها سعيدة بحضور فعاليات المهرجان الوطني للتسامح الذي أتاح لها فرصة الاضطلاع على جانب مهم من ثقافة وتراث الإمارات وفنون العالم، كما أبدت إعجاباً بالمعالم السياحية والدينية بالدولة ومنها جامع الشيخ زايد الكبير.
مشاركة :