ستردعون ولو بعد حين

  • 1/11/2015
  • 00:00
  • 64
  • 0
  • 0
news-picture

لا دين للتنظيمات الإرهابية، وكل أفكارهم لا شك منحرفة، وفوق هذا وذاك لا يمكن وبأي حال من الأحوال تبرير إزهاق الأرواح المعصومة، والحمد لله وحده أن الثقة في قوى التصدي للعدوان والبغي كبيرة؛ فالله تعالى ومهما طالت الأمور سينصر الحق، ويزهق الباطل.. اليد الواحدة في مواجهة آفة الإرهاب التي باتت تهدد بوضوح الأمن والاستقرار أصبحت أمرا لازما على الكل؛ اليوم وقبل أي يوم مضى، والجهود لابد أن تتضاعف، والعقول لابد أن تتوحد من أجل إحلال السلم والأمن والاستقرار في البلاد، وبين العباد، لا سيما وقد ثبت ولأكثر من مرة أن الأيدولوجيات التي تطرحها التنظيمات الإرهابية تتعارض مع كل قيم الدين المعروفة من تسامح وتعايش وتفاعل وتعارف. الرفض الكامل لفكرة التنظيمات الدخيلة التي ترتدي ثوب الإسلام وتمارس الإرهاب على مجتمعاتها، وتنشر الفوضى والقتل والدمار، وتريد ضرب الإسلام والمجتمعات المسلمة وزعزعة الاستقرار، هو العنوان العام الذي نحتاج أن نرفعه بيننا.. نحن في حاجة ماسة لتصميم برامج لتوعية الشباب حتى لا يقعوا فريسة لمثل هذه التنظيمات الدخيلة، وفي حاجة ماسة لكشف قناعات قساة القلوب، والمستسهلين لقتل النفوس البريئة، والجادين في نشر الفتن، وتشويه الحضارة.. بوضوح ثبت للقاصي والداني أن ما قامت وتقوم به الجماعات المتشددة والمتلبسة بالدين ـ وقوائمها معروفة ومنشورة ـ من جرائم لا تتوافق إلا مع أطماعهم السياسية والاجتماعية، ولا تلبي إلا إملاءات التمويلات المستمرة، والأيادي الخفية، والعقول المستترة، وهؤلاء الذين يتصيدون شباب الأمة، ويغرونهم لا يمكن ردعهم إلا بالتذكير بالقوانين التي تمنعهم من أن يحولونا إلى العصور المظلمة. نحن في المملكة لدينا نظام لمكافحة الإرهاب وتمويله، بدأنا منذ مطلع ربيع الآخر العام الماضي في تطبيقه، وضم (40) مادة قانونية، كما أن أمرا ملكيا كريما صدر بتاريخ 3/4/1435 ورد فيه شرعية عقاب: "الانتماء للتيارات أو الجماعات – وما في حكمها – الدينية أو الفكرية المتطرفة أو المصنفة كمنظمات إرهابية داخلياً أو إقليمياً أو دولياً، أو تأييدها أو تبني فكرها أو منههجا بأي صورة كانت، أو الإفصاح عن التعاطف معها بأي وسيلة كانت، أو تقديم أي من أشكال الدعم المادي أو المعنوي لها، أو التحريض على شيء من ذلك أو التشجيع عليه أو الترويج له بالقول أو الكتابة بأي طريقة"، ومع هذا كله نجد بيننا رؤوسا للفتنة، ومؤيدين للعنف، ومتبنين له، ومتعاطفين معه، ومحرضين عليه بصور واضحة أو مستترة خلف وسائل التواصل المعروفة، كما أن بيننا الصامتين، وأصحاب التفاعلات الباردة، وإن لم يتم التفاهم معهم بالطريقة الرادعة لن نجد إلا مزيدا من تزايد حالات الزج بأبنائنا بل وبناتنا والتغرير بهم للقتال في الداخل والخارج، أو الانتماء إلى جماعات راديكالية وإثنية كل اعتمادها هو على التحزبات التي ما أنزل الله بها من سلطان. الناس تريد تطبيقا حاسما ومعلنا يشعرها بأن التنظيمات المشبوهة والسرية منها بالخصوص هي تنظيمات مفضوحة، والدولة ضربت وتضرب ومستمرة في ضرب كل من تسول له نفسه العبث بالأمن، وأن كل متلون ومتموه خلف الأفكار المشبوهة معاقب، لأن في عقابه أمان للمجتمع من الضياع والتيه.. أخيرا وليس آخرا، نحن في حاجة للتفكير في جدوى إنشاء هيئة مستقلة لمكافحة التنظيمات المشبوهة؛ من شؤونها المتابعة الحثيثة للأنظمة، لئلا نفجع بتراخيها ـ لا قدر الله ـ ..

مشاركة :