الغاز الصخري يبعث احلاما بالاكتفاء الذاتي في الولايات المتحدة

  • 9/24/2013
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

ادت طفرة الغاز والنفط الصخريين (الشيست) الى ثورة صناعية فعلية في الولايات المتحدة وبعثت احلاما بالاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة لدى اول مستهلك للنفط في العالم. وافاد تشارلز ابينجر الخبير في مؤسسة بروكينغز للابحاث ان "ثورة صخر الشيست حقيقية وبدات تحول صناعتنا". في البدء تركز الاندفاع الى صخر الشيست على انتاج الغاز لكن بسبب نجاحه الكبير ادى الى تدهور اسعار الغاز، ما ادى الى انتقال هذه الطفرة الطاقوية الى النفط. وبلغ انتاج نفط الشيست حوالى مليوني برميل في اليوم في العام الفائت، رافعا اجمالي الانتاج النفطي الاميركي الى 6,4 ملايين برميل في اليوم، اي بزيادة 32% في خمس سنوات ورقما قياسيا منذ 15 عاما. وبرزت التبعات محليا حيث بدات قرى في بنسلفانيا (شرق) اهلكتها الازمة العقارية الاخيرة تنتعش فيما تنشأ قرى اخرى وسط مناطق معزولة في داكوتا الشمالية (شمال) حيث يستقر الاف العمال. على مستوى البلاد قدرت دراسة لمكتب اي اتش اس نشرت في الشهر الجاري انه في 2012 انشأت طفرة انواع النفط غير التقليدية حوالى نصف مليون وظيفة مباشرة. ويرتفع هذا العدد الى 2,1 ملايين باضافة الوظائف غير المباشرة (فنادق، مطاعم، خدمات، تبعات على الصناعة الكيميائية، حركة النقل وسكك الحديد، البناء، الخ). وتابعت الدراسة انه تم توليد 75 مليار دولار من العائدات الضريبية و283 مليار دولار من الارباح في العام الفائت بفضل المحروقات غير التقليدية. ويتوقع ارتفاع هذه الارقام بنسبة 50% تقريبا مع حلول 2020. وتساعد طفرة الشيست وهبوط اسعار الغاز الذي لحقها الصناعة الاميركية الى استعادة قدرتها التنافسية ولا سيما في صناعات البتروكيمياء والصلب والاسمنت. وتابع ابينجر "يمكننا ان نصبح بلدا ذا اسعار متدنية لكثير من السلع التي نقل تصنيعها الى الخارج". الان بدات الولايات المتحدة التي تراجعت وارداتها في مجال الطاقة تبحث بواقعية امكانات اكتفائها الذاتي على هذا المستوى. وذكر ابينجر ان ذلك يعني وقف الواردات "التي كلفت حتى 400 مليار دولار سنويا". وتوقعت الوكالة الدولية للطاقة التي تمثل المصالح الطاقوية لدول منظمة التعاون والتنمية الاوروبية ان تصبح الولايات المتحدة اول منتج عالمي للنفط بعد اربع سنوات، متجاوزة السعودية وروسيا وانها ستحقق الاستقلالية على مستوى الطاقة حتى 2013. وراى تشارلز ابينجر انه "من الممكن جدا ان تتمكن اميركا الشمالية، اكثر من الولايات المتحدة وحدها، ان تحقق الاستقلالية الطاقوية". لكن راوول لوبلان الخبير في مكتب بي اف سي انرجي المتخصص اقل حسما. واعتبر ان "انتاج نفط الشيست لم يعد يتسارع في الولايات المتحدة" التي بدات "تقلص ارتهانها الطاقوي" فحسب، ولم تحرز الاستقلالية على هذا المستوى. لكنه لفت الى ان فرص التوصل الى ذلك سترتفع مع اسعار النفط لان "الاسعار المرتفعة تخفض الطلب". لكن الطلب سبق ان بدا تراجعه: "بدا الافراد يقودون اقل من السابق ويستخدمون سيارات اقل استهلاكا للوقود" بحسب لوبلان، ولا سيما بفضل معايير انبعاثات ثاني اكسيد الكربون الجديدة التي اقرها الرئيس الاميركي باراك اوباما بحسبه. تضاف الى ذلك معايير صناعية اخرى "ولا سيما على مستوى التبريد" بحسب ابينجر. سواء حققت البلاد الاكتفاء الذاتي الكامل ام لا، ما زالت بعيدة عن ادارة ظهرها للشرق الاوسط. بل "ستواصل القلق على سلامة التموينات في العالم لانها سوق دولية" بحسب ابينجر. واوضح "عند اضطراب انتاج ونقل النفط الاسود في الطرف الاخر من العالم ترتفع الاسعار في كل مكان، حتى في الولايات المتحدة". واشار الخبير كذلك الى ان احدى العقبات امام الاستقلال الطاقوي هي شبكة انابيب النفط والغاز التي ما زالت غير كافية لنقل غاز ونفط الشيست الى مستخدميها. في انتظار ذلك ادى نجاح استخراج محروقات الشيست الى طفرة اخرى في الولايات المتحدة وذلك في قطاع نقل المحروقات بالشاحنات او القطارات.

مشاركة :