جولة تاسعة من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان تسدل ستارها، جولة حضر فيها الغيم والمطر والهلال، جولة عاد فيها النصر، وتعملق فيها القادسية، وسقط فيها الأهلي، بينما الاتحاد فلا جديد..! جولة كان فيها جمهور الهلال أجمل ما فيها، وهارون كمارا أقوى ما فيها، جولة مثيرة بكل ما فيها..! انتهت 9 جولات من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان، وتوقف الدوري من جديد لمشاركة المنتخب السعودي في أيام الفيفا الدولية، ولكنه توقف لن يطول كثيراً، وستعود الإثارة في أقرب وقت. صدارة وأرقام قياسية..! واصل الهلال عزف سيمفونيته المميزة، واستمر في حصد النقاط ومواصلة الانتصارات دون أن يقف في طريقه أحد محطماً كل أرقام البدايات القياسية، حيث حقق الانتصار التاسع على التوالي مسجلاً بذلك أفضل بداية في تاريخ الدوري السعودي للمحترفين، إذ إنه لم يسبق لأي فريق أن حقق الانتصار في أول تسع مباريات في تاريخ الدوري. وفي مباراة جماهيرية حضرها أكثر من 32 ألف مشجع كان السواد الأعظم منهم من جمهور الهلال لدرجة أن معظم من شاهد اللقاء ظن بأن الهلال لعب هذا اللقاء على أرضه وبين جماهيره وليس في مدينة تبعد عن مقر الهلال 1000 كلم، ولكنها جماهير الهلال التي أكدت مجدداً بأنها قوة إضافية لحامل اللقب أينما لعب، وكانت جماهير الهلال بحق هي العلامة الفارقة في الجولة الماضية. وعاد الهلال من ملعب مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية بمكة المكرمة منتصراً على مضيفه الوحدة بثلاثية نظيفة جميعها في الحصة الأولى، وحملت توقيع سلمان الفرج والبرازيلي كارلوس إدواردو وسالم الدوسري. ورفع الهلال رصيده النقطي إلى 27 نقطة مبتعداً في الصدارة بفارق خمس نقاط عن أقرب منافسيه، وحقق الهلال نقاطه من 9 انتصارات دون تعادل أو خسارة، فيما تراجع الوحدة إلى المركز الخامس برصيده السابق نفسه 15 نقطة. عودة ووصافة استعاد النصر نغمة الانتصارات بعد أن غاب عنها في جولتين متتاليتين، وعاد النصر من الدمام في الجولة الماضية بانتصار صعب وثمين للغاية من أمام مستضيفه الاتفاق ليستعيد بذلك المركز الثاني. ففي القمة الجماهيرية التي أقيمت على أرض ستاد الأمير محمد بن فهد بالدمام، وفي أول مباراة للنصر مع مدربه البرتغالي المؤقت هيلدر، تمكن النصر من حسم الأمور بهدفين حملت توقيع البرازيلي جوليانو في الشوط الأول والمغربي نور الدين أمرابط في الشوط الثاني، قبل أن يقلص الاتفاق النتيجة بهدف عن طريق لاعبه سعيد الربيعي قبل نهاية اللقاء بثماني دقائق ولكنه لم يكن كافياً لتعديل النتيجة. ورفع النصر رصيده إلى 22 نقطة صعد بها إلى المركز الثاني خلف المتصدر الهلال بخمس نقاط، وجمع النصر نقاطه من 7 انتصارات وتعادل أمام مستضيفه الفيحاء وخسارة أمام ضيفه الأهلي، في الوقت الذي حافظ فريق الاتفاق على مركزه السادس برصيد 14 نقطة. تعثر وإبداع في الحقيقة لا يمكن التنبؤ بنتائج الأهلي، فتارة يخسر بنتيجة ثقيلة، ثم يعود بنتيجة مشابهة، وتارة يكسب أحد الفرق المنافسة، ثم يعود فيخسر من أحد الفرق المتأخرة، وهكذا هي مسيرته تقريباً منذ بداية الدوري، تذبذب في المستوى وتفاوت في النتائج. في الجولة التاسعة وقع الأهلي ضحية لإبداع ضيفه القادسية، في مباراة أبدع فيها النجم هارون كمارا (من مواليد السعودية)، حيث قاد فريقه القادسية إلى انتصار غالٍ ومهم للغاية، وذلك بتسجيله لهدفي اللقاء، والجميل في الهدفين بأنها أتيا من زاوية واحدة، ولكن الهدف الأول بخارج القدم من فوق الحارس، بينما الهدف الثاني بباطن القدم من بين أقدام الحارس، مستعرضاً بذلك مهارته التهديفية، ليصبح بالتالي مطلباً من الجماهير بأن يكون كمارا لاعباً أساسياً في المنتخب السعودي في الاستحقاقات المقبلة. بهذه النتيجة تجمد رصيد الأهلي عند 19 نقطة فرط من خلالها بالمركز الثاني وتراجع للمركز الثالث، وجمع الأهلي نقاطه من 6 انتصارات وتعادل وهزيمتين كانت أمام قطبي المنقطة الشرقية الاتفاق والقادسية الذي رفع رصيده إلى 7 نقاط متقدماً إلى المركز الرابع عشر. محطة الفرق..! بعد أن كان اسمه مرعباً لمعظم الفرق، وبعد أن كانت معظم الفرق تسعد بالخروج بالتعادل أمامه، بات الآن محطة لمعظم فرق الدوري تتزود منها بالنقاط، نعم إنه الاتحاد، ثاني أكثر فريق تحقيقاً للقب الدوري عبر تاريخه، والذي عانى هذا الموسم الكثير ولا يزال يعاني ولا يزال يبحث عن انتصار أول بعد 12 مباراة في ثلاث بطولات مختلفة لم يذق فيها طعم أي انتصار..! وإن كان البعض ينسب كثرة الهزائم للمدرب السابق الأرجنتيني دياز، فإن الخسائر استمرت مع المدرب المؤقت ثم مع المدرب الحالي الكرواتي سلافان بيليتش، دون أن يستطيع أي أحد من هؤلاء الثلاثة أن يقود الفريق لأي انتصار..! وزاد فريق الفيحاء من معاناة الاتحاد حينما تغلب عليه بهدفين مقابل هدف في اللقاء الذي جمعهما على أرض مدينة المجمعة الرياضية ضمن مباريات الجولة الماضية، وتمكن الكولمبي اسبريا والمتخصص في شباك الكبار من منح الأفضلية لنادي الفيحاء حينما سجل الهدف الأول لفريقه قبل أن يعادل البرازيلي رومارينهو النتيجة للاتحاد لينتهي الشوط الأول بهذه النتيجة، وفي الحصة الثانية أضاف اليوناني أليكساندروس الهدف الثاني للفيحاء ليحافظ الفريق في النصف ساعة الأخيرة من اللقاء على هذا الانتصار. وصعد الفيحاء إلى المركز العاشر برصيد 10 نقاط، فيما تجمد رصيد الاتحاد عند النقطة الثانية في المركز السادس عشر والأخير، حيث لعب الاتحاد في الدوري 9 مباريات تعادل في لقاءين وخسر في 7 لقاءات، وتقول إحصائيات السنوات العشر الماضية بالدوري السعودي أن 80 ٪ من الفرق التي بدأت في الجولات التسع الأولى كبداية الاتحاد هذا الموسم، فإن مصيرها في نهاية الدوري هو الهبوط لأندية الدرجة الأولى..! بقية اللقاءات بعيداً عن اللقاءات التي خاضتها أندية الصدارة، وبعيداً كذلك عن لقاء الاتحاد متذيل الترتيب، فإن الجولة الماضية (الجولة التاسعة) شهدت في يومها الأول سيطرة التعادل على اللقاءات الثلاثة التي انطلقت بها الجولة التاسعة من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين على الرغم من تسجيل 10 أهداف. البداية كانت في مواجهة الباطن وضيفه الفتح، والتي انتهت بهدفين لكلا الفريقين، في اللقاء الذي جمعهما على أرض ملعب الباطن، حيث تمكن الفتح من إنهاء الحصة الأولى متقدماً بهدفين نظيفين سجلهما خلال دقيقتين عن طريق الغيني خليل بانقورا ومنصور حمزي، قبل أن ينجح الباطن في الشوط الثاني في تقليص النتيجة ثم تعديلها، وذلك عن طريق فهد الجهني وياسين حمزة بالخطأ في مرماه، ليرتفع رصيد الباطن إلى 8 نقاط صعد بها إلى المركز الثالث عشر، فيما بقي الفتح في مركزه التاسع رافعاً رصيده إلى 10 نقاط. وفي ملعب مدينة المجمعة اقتسم فريقا الشباب الذي حل ضيفاً على فريق الفيصلي، نقاط المباراة بتعادل سلبي، صعد بالفريق الشبابي إلى المركز الرابع برصيد 16 نقطة، فيما حافظ الفيصلي على مركزه الثامن برصيد 11 نقطة. وفي المدينة المنورة تمكن فريق أحد من اقتناص نقطة التعادل في الرمق الأخير من المواجهة التي جمعته بفريق الحزم على أرض ملعب الأمير محمد بن عبدالعزيز، حيث تمكن الحزم من تسجيل هدفين عبر مهاجمه المتألق محمد الصيعري، قبل أن يقلص البرازيلي لوكاس ريبامار النتيجة لفريق أحد لينتهي الشوط الأول بتقدم الحزم بهدفين مقابل هدف لفريق أحد، وفي الحصة الثانية تقدم المخضرم حسين عبدالغني قائد فريق أحد لضربة جزاء التي تحصل عليها فريقه وسجلها في شباك الحزم ليعادل النتيجة، إلا أن محمد الصيعري أعاد التقدم للحزم عبر تسجيله الهدف الثالث لفريقه وله شخصياً (هاتريك)، ليصبح أول لاعب سعودي هذا الموسم يسجل 3 أهداف في لقاء واحد، قبل أن يعود فريق أحد في الدقيقة 94 ويعدل النتيجة عن طريق ضربة جزاء ثانية تقدم لها البرازيلي لوكاس ريبمار ومنح أحد نقطة وحيدة، رفعوا بها رصيدهم إلى 6 نقاط في المركز الخامس عشر، في حين صعد الحزم إلى المركز 11 بنقاطه التسع. مؤجلة وتوقف تقرر وبناء على خطاب لجنة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم تأجيل مباراة الرائد أمام التعاون التي كان من المفترض أن تقام يوم الجمعة الماضي ضمن مباريات الجولة التاسعة من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين؛ وذلك بسبب أعمال الصيانة التي تجرى على ملعب المباراة، وسيتحدد موعد المباراة الجديد لاحقاً. هذا وبنهاية مباريات الجولة التاسعة فإن الدوري سيتوقف لمدة 13 يوماً نظراً لمشاركة المنتخب السعودي في أيام الفيفا الدولية التي تعتبر المرحلة الثالثة من إعداد المنتخب السعودي لكأس آسيا. صراع الهدافين يعتبر محمد الصيعري مهاجم فريق الحزم هو اللاعب السعودي الوحيد الموجود في قائمة أفضل 7 هدافين في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان، حيث سيطر اللاعبون الأجانب على هذه القائمة. ويأتي الفرنسي غوميز مهاجم فريق الهلال في صدارة الترتيب بواقع 7 أهداف كان 3 منها في مباراة واحدة، وسجل غوميز أحد الأهداف من ركلة جزاء وأهدر واحدة أخرى بينما أتت بقية أهدافه من كرات متحركة. وفي المركز الثاني يأتي الأرجنتيني كريستيان جوانكا مهاجم فريق الاتفاق برصيد 6 أهداف من بينها ركلة جزاء واحدة بينما بقية الأهداف من كرات متحركة. وبرصيد 5 أهداف لكل لاعب يتقاسم المركز الثالث خمسة لاعبين هم السعودي محمد الصيعري مهاجم فريق الحزم، والكاميروني ليندر تاوامبا مهاجم فريق التعاون، والبرازيلي روجيريو مهاجم فريق الفيصلي، ولاعب الجبل الأخضر ديجانيني تفاريس مهاجم فريق الأهلي، وزميله في الفريق المهاجم السوري عمر السومة هداف الدوري السعودي في المواسم الثلاثة الماضية. بعد ذلك وبرصيد 4 أهداف لكل لاعب يأتي 8 لاعبين، من أبرزهم محمد كنو لاعب محور الهلال وهو لاعب المحور الوحيد الذي ينافس اللاعبين على صدارة الهدافين، إضافة إلى ناصر الشمراني مهاجم فريق الشباب وهداف الدوري السعودي في خمس مرات سابقة الذي تبقى له 14 هدفاً ويصبح الهداف التاريخي لبطولة الدوري عبر التاريخ، وكذلك يوجد في القائمة نفسها محترفا النصر المغربي نور الدين أمرابط والنيجيري أحمد موسى الذي يعتبر مع غوميز الهلال وصيعري الحزم الثلاثي الوحيد الذي أحرز 3 أهداف في مباراة واحدة.
مشاركة :