الغثاء الأحوى في تيسير الفتوى ..! | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 1/15/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

حِين كُنتُ في مَرحلة إعدَاد مسودّة كِتَابي المَوصُوف بـ"الغُثَاء الأحوَى في لَمْلَمة غَرائِب وطَرَائِف الفتوَى"، ذُهلتُ مِن كمّية الأشيَاء التي كَانت مُحرَّمة، ثُمَّ أصبَحت الآن مِن المُبَاحَات، بَل مِن المُسْتَحسَنَات، وأوضحُ مِثَال عَلى ذَلك، مُكبِّرات الصّوت في المَسَاجِد، فقَد حُوربت في البدَاية حَرباً شَعْوَاء، والآن أصبَح تَرويضها يَحتَاج إلى حَرب شَعْوَاء مُمَاثِلَة..! لَن أُطيل هُنَا، ولَكنِّي أقول -باختصَار-: إنَّ الإسلام دِين يُسر وخَير وبَرَكَة، ومَا خُيّر الرَّسول -صلَى الله عَليه وسلّم- بَين أَمرين إلَّا اختَار أَيسرهما.. بالله عَليكم، تَأمَّلوا هَذه القصّة، التي أَنقلها لَكُم دون التَّعليق عَليها: تَقول القصّة: قَال الإمَام مَالِك في "الموطّأ": (دَخلتُ عَلى "أبي جعفر المنصور" بالغدَاة، حِين وَقَعَت الشَّمس بالأَرض، وقَد نَزَل عَن سريره إلَى بُسَاطه، فقَال لِي: حَقيق أنتَ بكُلِّ خَير، وحَقيق بكُلِّ إكرَام. فلَم يَزل يَسألني حتَّى أَتَاه المُؤذِّن بالظُّهر، فقَال لِي: أنتَ أعلَم النَّاس. فقُلت: لَا والله يَا أَمير المُؤمنين. قَال: بَلَى، ولَكنَّك تَكتم ذَلك، فمَا أَحد أَعْلَم مِنك اليَوم بَعد أَمير المُؤمنين، يَا أبَا عبدالله -كُنية الإمَام مَالك- ضَع للنَّاس كُتباً، وجَنّب فِيها شَدائد "عبدالله بن عمر"، ورُخص "ابن عباس"، وشوَاذ "ابن مسعود"، واقصد أَوسَط الأمُور، ومَا اجتَمعت عَليه الأُمَّة والصَّحَابَة، ولئن بَقيتُ لأكتبنّ كُتبك بمَاء الذَّهب، فأَحمل النَّاس عَليها)..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: أيُّها الشّيوخ الأكَابِر، فَضلاً، جنّبونا شَدائد "ابن عمر"، وشَوَاذ "ابن مسعود"، واقصدوا أَوسَط الأمُور، ومَا اجتَمعت عَليه الأُمَّة والصَّحَابة، لتَستحقوا عَلينا كِتَابة كُتبكم بمَاءِ الذَّهب، كَما وَعَدَ "أبوجعفر المنصور"؛ "الإمام مالك"..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :