الفتوى منهاج لمن يفطرون في الأبراج | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 7/7/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

مُنذُ فَترة طَويلة؛ تَركتُ الفتوَى والاهتمَام بهَا، ولَيس ذَلك مِن بَاب الزُّهد بِهَا، بَل وَصلتُ إلَى حَدِّ الاكتفَاء، حين أَصدَرتُ كِتَاباً عَنها يَحمل عنوَان: «الغُثَاء الأحوَى في لَمّ غَرائب وطَرائف الفتوَى».. بَعد تَأليف هَذا الكِتَاب لَم أَعُد ألتَفت إلَى غَرائِب الفتوَى، إلَّا مَا كَان مِنها مُلحًّا وغَريبًا، مِثل هَذه الفتوَى التي أنَا بصدَدَها اليَوم، حَيثُ تَقول الصُّحَف: (دَعَت دَائِرة الشّؤون الإسلاميّة والعَمَل الخَيري في «دبي»، سُكَّان الأبرَاج شَاهِقة الارتفَاع؛ إلى تَأخير إفطَار الصِّيام لمدّة دَقيقتين؛ أو ثَلاث بَعد الأذَان، حَسَب ارتفَاعهم، مُوضِّحة أنَّ سُكَّان بُرج خَليفة، الأعلَى في العَالَم، عَليهم الإفطَار والسّحور وفق ثَلاثة مَواقيت؛ تُحدِّدها الطَّوابِق التي يُقيمون فِيها.).! ثُمَّ يَمدُّ الخَبَر رِجْله -كَمَا مَدّها «أبوحنيفة» مِن قَبل- فيَقول: (وقَال كَبير المُفتين ومُدير إدَارة الإفتَاء في الدَّائِرة، الدّكتور «أحمد عبدالعزيز الحداد»: «إنَّ هُنَاك فرُوقاً في التَّوقيت بَين سُكَّان الطَّوابِق بَالغة الارتفَاع، والطَّوابِق القَريبة مِن الأرض، خصُوصًا في صَلَوات المَغرب والعِشَاء والفَجر»)..! ثُمَّ يَختتم الخَبر فِكرة الفتوَى، قَائلاً: (وأشَارت الشُّعبَة إلَى أنَّ سُكَّان الطَّوابِق مِن 150 ومَا فَوقها، يَحلُّ عَليهم مَوعد أذَان صَلاتي «المَغرب والعِشَاء» مُتأخِّرا بثَلاث دَقَائِق، فِيمَا يَحلُّ أذَان صَلَاة الفَجر عَليهم مُبكِّراً بثَلاث دَقَائِق، أمَّا سُكَّان الطَّوابق الأقَل مِن الطَّابق الـ80، فيَفطرون وفق مَوعد أذَان المَغرب في المَسَاجِد. وأوضَح الحداد «أنَّ هَذا الاختلَاف سَبَبه أنَّ سُكَّان الطَّوابِق شَاهِقة الارتفَاع، تَغرب عَليهم الشَّمس مُتأخِّرة؛ عَن غرُوبها لَدَى سُكَّان الطَّوابِق المُنخفضة، في حِين أنَّهم أوّل مَن يَستقبل الفَجر وشرُوق الشَّمس»)..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي أنْ أُؤكِّد عَلى مَقولة «العِلْم بَحر»، وكُلَّ يَوم تَزْدَاد قَنَاعتي بأنَّ العِلْم بَحر لَا سَاحِل لَه، وأنَّ الفَتَاوَى تَتجدَّد مَع مُستجدَّات كُلّ زَمنٍ وعَصْر..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :