حصيلة عرفجية من التجارب الغذائية | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 12/25/2015
  • 00:00
  • 25
  • 0
  • 0
news-picture

عِندَما أَخذتُ مَوضوعَ تَخفيف الوَزن مَأخذَ الجدِّ والتَّنفيذِ، بَدأتُ أَقرأ الكُتبَ الطِّبيَّة تلو الكُتبِ الصِّحيَّةِ، و»أَهْضِمُ» مَا فِيهَا، بَل و»أَمضغُهَا» جيّدًا قَبل الهَضْم، حَتَّى «أَمتصَّ» عُصَارتَهَا، وأُطبِّقها عَلى جَسدي، الذي كَان صَرْحًا مِن شحُومٍ فهَوَى، غَير مَأسوفٍ عَليه..! إنَّني بَعد قِرَاءة عَشَرَات الكُتب، وَجدتُ نُقطَةً مُهمَّةً في عَملية تَنَاول الطَّعام، يَجب أنْ نَتوقَّف عِندهَا جَميعًا، أَلَا وهي مَضغُ كُلّ لُقمَةٍ 33 مَرَّة، ونَظرًا لأنَّ العَرَب يُحبُّون العَاجِلَة، ودَائِمًا في عَجلةٍ مِن أَمرهم، ويَتعَاطون الحيَاة مِن خِلال البَريد العَاجِل، والمَطَاعِم السَّريعَة، والطُّرق السَّريعَة، والمَغَاسِل السَّريعَة، حَتَّى وَصلنَا إلَى البَلعِ السَّريع، الذي لَا يَمرُّ بمَرحلةِ المَضغِ.. مِن هُنَا دَعونا نَستَعرض أَهَم مَا وَرَد في كُتب أَهل الطِّب، مِن فَوائِد المَضغ، مُلخَّصًا كَمَا يَلي: أوّلاً: لابدَّ مِن مَضغ الطَّعَام نَحو 33 مَرَّة، وهَذا المَضغ يُحقِّق أقصَى فَائِدَة للجِسم مِن الطَّعام؛ لأنَّ المَضغ الجَيّد يُسهِّل الهَضم، ويُتيح للجِسم امتصَاص فَوَائِد الطَّعَام، بانسيَابيةٍ ورَاحَة..! ثَانيًا: مَضغ الطَّعَام جَيّدًا؛ مُفيد لصَحّة وقوّة الأسنَان، فالمَضغ الجيّد، يَقضي عَلى بَقَايَا الطَّعَام العَالِق بَين الأسنَان..! ثَالثًا: المَضغ الجَيّد للطَّعَام؛ يُحَافظ عَلى صِحّة المَعدة، ويُحسِّن مِن وَظَائِفها؛ لأنَّ المَعدة تَزيد فَعاليتها، كُلَّما كَان الطَّعَام مَطحونًا بشَكلٍ جَيّد، ومُرطَّبًا باللُّعاب الذي تُفرزه عَملية المَضغ..! رَابِعًا: المَضغ الجَيّد يُحسِّن الوَزن، ويَجعل الجِسم رَشيقًا؛ لأنَّ مَضغ الطَّعَام جَيّدًا، يُقلِّل مِن كمّية الطَّعَام الذي نَستَهلكه، ويُعجِّل الشّعور بالشَّبَع..! خَامسًا: الكَثير مِن الأصدقَاء يَشْتَكونَ مِن الحمُوضَة، وهَذه فُرصَة لأُرشدهم؛ إلَى فَائِدةٍ أُخرَى للمَضغ الجَيّد، حَيثُ يُفرز لُعَابًا مُضَادًّا للحمُوضَة «طَبيعي المَنْشَأ»؛ لأنَّ مَصدره الجِسم، وكُلَّما مَضغنَا الطَّعَام جَيّدًا؛ زَادَ إفرَاز اللُّعَاب الذي نَبتلعه مَع الطَّعَام، ليُشكِّل أفضَل سَاتِر وقَائي ضِد الحمُوضَة..! وقَبْل أنْ أَختِم الكِتَابَة، أُذكِّر بأنَّ مَا وَرَدَ أعلَاه، لَا يُشكِّل 5% مِن فَوَائِد المَضْغ الجَيّد للطَّعَام، ولأنَّني لَا أُحبّ أنْ أُثقِل عَلى القُرّاء والقَارِئات، تَجنّبتُ ذِكر أضرَار عَدم مَضغ الطَّعَام جَيّدًا؛ لأنَّها «تَسدُّ النّفس».. كَفَانَا الله وإيَّاكم شَرّ الأمرَاض..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أنْ أَعتَرف؛ بأنَّني حِين أَخذتُ مَسألة إنقَاص الوَزن مَأخذ الجدّ، بَدأتُ آكُل وأنَا أَعدُّ المَضَغَات بأصَابعي، حَتَّى تَكتمل الـ33 مَضغة لكُلِّ لُقمَة، وحِين لَاحظتْ أُمِّي -حَفظها الله- ذَلك، قَالت: «يَا حَليل، وليدي أحمَد يَاكل، ويُسبِّح، ويُهلِّل في نَفس الوَقت»..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :