الذكاء الانفعالي - د. حنان حسن عطاالله

  • 1/15/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

هل عرفت شخصاً يستطيع التحكم في انفعالاته بهدوء ويستطيع تحمل أصعب الظروف بصبر وتأن؟. هذا الشخص يجيد التعامل مع الآخرين وفي الغالب لديه ما يسمى بالذكاء الانفعالي أو الاجتماعي. الذكاء الاجتماعي يتضمن القدرة على فهم وإدارة الانفعالات. والعلماء يرون أن هذا النوع من الذكاء يلعب دوراً مهماً في نجاح الفرد في حياته، بل إن البعض يرى أن الذكاء الانفعالي أكثر أهمية من الذكاء العام أو العقلي. حقيقة الذكاء الانفعالي مرتبط بكل شيء في حياتنا، من اتخاذ القرار حتى النجاح الأكاديمي. الكاتب دانيل جولمان Daniel Goleman في كتابه عن الذكاء الانفعالي يقرر أن هناك عدة سمات تدل على الذكاء الانفعالي وهناك أيضاً بعض الطرق التي تساعد الفرد على تنمية هذا النوع من الذكاء. من هذه السمات الوعي بالذات وهي القدرة على معرفة وفهم مشاعرك الخاصة بك وليس هذا فقط، بل أن تكون على وعي بتأثير انفعالاتك على الآخرين. هذا الوعي بالمشاعر لابد وأن يترافق مع قدرة الفرد على إدارتها والتحكم فيها ومعرفة ردود فعله الانفعالية، والقدرة الأصعب هو تصنيف هذه الردود الانفعالية. كأن يميز الفرد وعلى سبيل المثال بين الحزن والغضب وما هو التصرف الملائم لكل انفعال. وأيضا الأفراد الذين يتمتعون بدرجة عالية من الذكاء الانفعالي لديهم القدرة على معرفة نقاط القوة والضعف في شخصيتهم ونجدهم منفتحين لتعلم الخبرات الجديدة ويتعلمون أيضاً من تفاعلاتهم مع الآخرين. هم أيضا واثقون من أنفسهم ولديهم روح النكتة. أيضاً يملكون القدرة على إدارة الانفعالات، وذلك لا يعني بالضرورة أن يكبت الإنسان انفعالاته ولا يصرح بمشاعره الحقيقية. إنما يعني ببساطة الانتظار للتعبير عنها في الوقت والمكان المناسب وبطريقة ملائمة أيضاً. أيضا هؤلاء الأفراد يميلون للمرونة ولديهم قدرة التكيف الجيد مع التغيرات التي تحدث في حياتهم. ولديهم قدرة على حل الصراع في المواقف الصعبة، والإحساس بالمسؤولية عن ما يبدر منهم من تصرفات. أيضاً يتمتعون بحسن الإنصات للآخرين والقدرة على الإقناع والحس القيادي. لذا نجدهم يصنعون الأهداف ولديهم طموح عال ودائماً يبحثون عن طرق ليصبحوا أحسن ولديهم قدرة على الولاء ولديهم قدرة عالية على المبادرة وحل المشاكل بطريقة عملية. ولا ننسى سمة هامة من سمات الذكاء الانفعالي وهي التعاطف وأن يضع الشخص نفسه مكان الآخرين ويشعر بمشاعرهم. والأمر لا يقتصر على ذلك فقط بل يترافق مع المساعدة والتخفيف قدر الإمكان من آلام الآخرين. ختاماً لعل بعد هذا الشرح لسمات الذكاء الانفعالي نستطيع أن نفهم أهميته، ولماذا أصبح مطلوباً من الموظفين أياً كانت طبيعة عملهم. وعلاوة على ذلك هناك من ينادي من العلماء بأنه حان الوقت أن يخصص للذكاء الانفعالي مادة في التعليم العام لا سيما في مراحله الأولى. فلا يكفي أن يتعلم الطفل حقائق أو أرقام ومعلومات. بل الأهم أن يتعلم كيف يدير انفعالاته وبالتالي يدير حياته بنجاح! لمراسلة الكاتب: hatallah@alriyadh.net

مشاركة :