الحوادث المميتة التى حصلت لدينا مؤخراً أسبابها واضحة وسببها المشترك إهمال الإنسان وعدم تقديره والاستهانة بروحه فمن حادث السيارة فى عيد الأضحى الذي أودى بأربعة أرواح بريئة إلى حادث لمى وسقوطها في البئر إلى حريق الرياض في عريجاء والذي أدى إلى وفاة ستة أطفال وغرق الفتيات الست فى مستنقع مائي. يربط كل هذه الحوادث الإهمال وعدم الإكتراث والأهم غياب قوانين للعقاب وأضيف على حادثة غرق الفتيات عدم الوعي منا كشعب. طبعاً قوانين وعقوبة القيادة مازالت لدينا غائبة تماماً وهي كذلك فى حالة الطفلة البريئة لمى رغم أن ديننا الإسلامي العظيم يعتبر إزالة الأذي عن الطريق صدقة فما بالكم بمن يحفر مصيدة على الطريق لصيد وزهق أرواح الآخرين؟ والغش التجاري لعب دوره في الحريق الذي التهم ست أرواح بلا ذنب . فلا أجد تفسيراً كافياً مقنعاً أن توجد لدينا توصيلات كهربائية مغشوشة. كيف دخلت؟ ومن سمح بدخولها؟ ولماذا لم يعاقب من يبيعها؟ ولماذا لا تكون هناك جولات مباغتة على أماكن بيع هذه التوصيلات وغيرها وإيقاع العقوبة بمن يبيعها أو حتى يستوردها، نحن نرسل مفتشينا للمطاعم وتُعاقب التي لا تلتزم بقوانين النظافة وتُقفل. فلماذا لا نستخدم نفس الأسلوب مع توصيلات تباع بعشرة ريالات فقط ؟ علماً بأنها تصدّر لدول لا تتوفر فيها الرقابة الشديدة على ما يباع فى أسواقها فلقد عشت فى أمريكا سنوات ولم أجد أية أدوات كهربائية مغشوشة. لماذا توجد لدينا؟ يبدو الإنسان في العالم الثالث لا قيمة له. هذه الحوادث ومثلها كثير لابد أن لا تمر على ضمير وقلب المجتمع بسهولة. أقترح وجود خط ساخن للشكوى من كل ما قد يعرض حياة الفرد للخطر وأن تكون هناك لجنة للتحقيق وتطبيق أشد العقوبات بكل مستهتر بأرواح الآخرين وعدم التغافل. فمن يرى حادثة لمى يدهش كيف لم يتم التحقيق مع من حفر البئر حتى وإن قام بردمها وفتحت نتيجة للأمطار والتقلبات المناخية. لو ردمت البئر بطريقة جيدة محكمة لما ضعفت أمام عوامل الطبيعة. كذلك تدريب رجال الإسعاف والدفاع المدني وكل من له صلة بعمليات الإنقاذ. فكل الحوادث لدينا تثبت ضعف الخبرة فى عمليات الإنقاذ. يكفي انه فى حادثة غرق الفتيات لم يحضر الدفاع المدني ومعه المعدات المناسبة. حان الوقت لوقف نزيف الدم وقتل النفس ولنعرف ونقدر ونرحم معاناة أسر المفقودين ولوعة قلوبهم بعقاب من تسبب فى مأساتهم، ولنمنع ونقف بالمرصاد لكل من ينغص حياتنا.
مشاركة :