اعتبر رئيس كتلة «المستقبل» النيابية اللبنانية الرئيس فؤاد السنيورة، أن «حزب الله لا يزال لا يقوم بأي خطوة حقيقية من أجل التوصل إلى نتيجة في شأن التواصل، ولا نزال نرى التشنج الموجود في كل شارع وحي ومنطقة وفي البلدات والمدن بسبب المجموعات المسلحة التابعة لسرايا المقاومة والتي تمارس سلطتها على المدنيين اللبنانيين». وأكد في حديث من أبوظبي إلى محطة «سكاي نيوز» العربية، «أننا محكومون بأن نعيش سوية وبالتالي واجبنا تجاه وطننا ومجتمعنا ألا ندّخر وسيلة لكيفية الوصول الى توافق على هذا الشأن. لدينا جمهور عريض من اللبنانيين يؤيدنا في مواقفنا، وبالتالي لا يمكن أن يستقيم بلد طالما أن هناك من يتنازع مع الدولة سلطتها». ولفت السنيورة إلى أن هناك «قضايا نختلف عليها مع حزب الله حلها ليس بيده، كما أن ليس هناك إمكان للتنازل من قبل الطرف الآخر في هذا الشأن، خصوصاً الأمور المتعلقة بسيادة لبنان. نحن ملتزمون رأينا في ما يخصّ هذه القضايا، لكننا نضعها جانباً ونذكر بها كل ساعة. وهناك أمور أخرى ينبغي علينا أن نسعى سوية من خلال هذا التواصل للتوافق على فكرة الرئيس التوافقي لحل هذه المعضلة الأساسية بعد مرور أكثر من سبعة أشهر، ونسعى من خلال اللقاءات مع الحزب خفض مستويات التوتر الموجود بين الأطراف». ورأى أن «حزب الله ذهب الى سورية وتورّط هناك وورّط لبنان، من دون أن يكون هناك توافق داخلي على هذا الأمر. لكن تدخله في سورية ليس السبب الوحيد لأعمال العنف التي حصلت في لبنان، هناك أسباب أخرى تتراكم وتتآزر لتودي الى حدوث مثل هذه التصرفات غير المقبولة والمدانة. والأشخاص الذين يقومون بهذه التصرفات مضلَّلون، لكن من هم وراءهم مشبوهون، وبالتالي ما يقومون به لا علاقة له بالإسلام وبالإيمان». وتحدث السنيورة عن «جملة تحديات تواجهها مجتمعاتنا العربية بعد الربيع العربي، أولها التحدي الإسرائيلي ومحاولة تصفية القضية الفلسطينية برمتها والتحدي الإيراني، اذ يتباهى الساسة الإيرانيون بسيطرتهم على أربع عواصم عربية، علماً أننا كعرب لا نريد المواجهة مع إيران. والتحدي الثالث أننا نعاني من ثنائية الإرهاب والتسلّط. أما التحدي الرابع، فهو القدرة على تحقيق الإصلاح الديني في مؤسساتنا الدينية ثم تحدي التنمية العربية وتحقيق التكامل الاقتصادي بين دولنا العربية». وإذ اعتبر أن «أهل الخريف العربي هم من لجأوا إلى عسكرة الربيع العربي»، قال: «لا أنكر أن أهل الربيع العربي تصرّفوا بشىءٍ من المراهقة وعدم المسؤولية وعدم القدرة على توحيد صفوفهم، كما حصل مع المنتفضين السوريين، وبالتالي وقعوا أسرى بأيدي النظام لمحاولة جرّهم الى استعمال السلاح من جهة والى تفريقهم من جهة أخرى، ما سمح ببروز ودخول الفئات المتشددة. وهؤلاء المنتفضون لم يلقوا الدعم الحقيقي، بل جاءت أميركا لتهمّش دورهم وجعل الدور الأكبر للجماعات المتشددة». وشدد السنيورة على أن من «يعرقل انتخاب الرئيس في لبنان هو الجنرال عون، والذي يؤيده حزب الله ومن يدورون في فلك الحزب والنظام السوري، ما جعلنا نذهب الى فكرة الاتفاق على فكرة الرئيس التوافقي». وكان السنيورة زار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة في دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، بعدما التقى مساء أول من أمس الرئيس الأفغاني محمد أشرف غني، في إطار فاعليات المنتدى الاقتصادي الذي يشارك فيه.
مشاركة :