«سبيل الحوريات».. متنزه أثري بثوب عصري

  • 11/16/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عمّان: «الخليج» أعاد تحويل موقع سبيل الحوريات الأثري إلى متنزه ترفيهي مكانته في عمّان، بعد أن عانى طويلاً من عدم الصيانة والترميم وتراجع الحضور السياحي. وبمجرد إعلان أمانة عمّان الكبرى في احتفال رسمي أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، افتتاح الموقع مبدئياً بعد أعمال ترميم وتطوير استمرت لأكثر من ثلاث سنوات، توافد المترددون بإقبال متزايد. جاءت أعمال التنفيذ بالتنسيق مع وزارة السياحة، واعتمدت على فريق متخصص من مركز البحوث العلمية في الجامعة الأردنية ودائرة الآثار العامة وعدد من المهندسين، وذلك بهدف تأهيل المكان بقالب عصري لا يُخل بقيمته الأثرية وتحويله إلى متنزه يستوعب الفعاليات الثقافية والشبابية المختلفة. يقع «سبيل الحوريات» في شارع سقف السيل وسط عمّان، وأقيم فوق مجرى نهر العاصمة القديم، ويعود للعهد الروماني وكان ممراً مائياً فخماً محاطاً بقطع حجرية ضخمة وأعمدة شاهقة. استخدم الرومان المكان مقصداً للاستراحة القصيرة، بوصفه ممراً من منطقة لأخرى وأُطلقَ عليه هذا الاسم بعدما حوّلت سيدات في العصر الروماني جزءاً رئيسياً منه إلى ملتقى لهن، للحديث والتنزه واللقاءات السنوية، وكانت أروقته الداخلية مغطاة بألواح الرخام وحوضه المائي يمتد على طول البناء بعمق 26 قدماً فوقه أُقيمت نوافير وأعمدة يصل ارتفاعها إلى عشرة أمتار. لا تزال بقايا الموقع الأثري ماثلة، وأبرز معالمها المدرج في الجهة الشرقية وسط عمّان ويحتوي على ساحة رخامية مفتوحة تُشبه المسرح تحيطها مقاعد حجرية كبيرة تتسع لنحو خمسمئة شخص على تسع طبقات، وهناك قاعة جانبية استخدمت للاحتفالات الموسيقية يتطلب الوصول إليها عبور ما يُشبه النفق الصغير. تشتمل الأطراف الشمالية والجنوبية على جدران مملوءة بالنقوش والرموز والزخارف وأعمدة متفاوته ينتهي بعضها بجوانب مقوّسة وثمّة ما يُشبه المخزن الخشبي يتصدر باب صلب أعلاه تيجان. وتوضح سجلات دائرة الآثار أن الموقع لم يكن مقصداً للاستحمام بالمياه الطبيعية الساخنة فقط- كما حددته بعض المراجع- وإنما شهد في الفترة الرومانية ملتقيات للمبارزة والتدريب تم الاستدلال عليها من خلال هياكل وتماثيل ومعالم في مرافق مختلفة. ويحكي السبيل فعلياً قصة مدينة عمّان التي كان اسمها فيلادلفيا خلال العصور الكلاسيكية، وتحديداً تطورات البناء الهندسي والفني وتشير دراسات إلى أنه استقبل أنشطة فكرية واجتماعات مهمة خصوصاً في ساحة المدرج المسرحية، وتذكر بعض البحوث أن الاسم مرتبط أكثر بحفل سنوي كان مخصصاً للنساء المتميزات فقط في المدينة. وبحسب مركز البحوث في الجامعة الأردنية هناك من اعتبر هذا البناء بوصفه آخر فصل بين حياة البادية والمدينة على اعتبار أنه أُقيم على شارع كان يفصل بين الأراضي الغنية بمنتوجاتها عن سواها القاحلة وهو شاهد على مكونات عمّان الحديثة. ويذكر د. محمد وهيب، الباحث الأردني الأثري، أن عمليات التنقيب أظهرت سقفاً مغطى بالقرميد الأحمر للموقع وأجزاء داخلية محاطة بالفسيفساء وواجهة مادتها الرخام الملون. ويحدد وهيب معالم المدخل الرئيسي لسبيل الحوريات حالياً بوجود جدارين رئيسيين طويل وقصير من الحجارة الضخمة يلتقيان عند زاوية عُلوية منفرجة تبرز منها دعائم على عكس الواجهة الخارجية المفتوحة.

مشاركة :