نعم.. مصيبة أن تفقد عزيزا غدرا في لحظة غضب على يد قاتل مستهتر تملكه الشيطان للحظة، شيء لا يمكن أن تطيقه كثير من النفوس، ولذلك نرى أن كثيرين ممن فقدوا أعزاء لهم لا يتنازلون عن قاتل ذويهم بسهولة لإحساسهم بحرقة لا يطفئها إلا سيف القصاص لتحقيق العدالة الإلهية ويظل الحكم الأخير عند الحكم العدل سبحانه، ولكن لا تزال قضية المغالاة في طلب الدية أو المقابل المادي للتنازل قضية تشغل بال الكثيرين، ذلك لان الأرقام الفلكية التي يطلبونها بعض ذوي الدم لا يمكن أن يكون لها معنى إلا الكسب المادي، بعيدا عن الرغبة في أخذ القصاص والذي وضعه الله كحق للجميع، ولا ننسى أن الله تعالى اعتبر العفو عند المقدرة من أكثر الأعمال التي تقرب العبد لربه فمن أحيا نفسا كأنما أحيا الناس جميعا وليس مقالي انتقاد للمطالبة المادية في حق الدم ولكن القصص التي تطالعنا يوميا لأناس يطلبون أرقاما تتجاوز عشرات الملايين وأكثر للتنازل، وهم متأكدون أن ذوي القاتل لا يملكون هذا المبلغ ولكنهم على يقين أن مساعيهم في جمعه لإنقاذ ابنه من حد القصاص ستوفره وهنا أرى أن صورة من صور الاستغلال قد تتجلى، فالموضوع يحتاج لنظرة من أهل الاختصاص لمنع المغالاة في طلب مبالغ الديات حتى لا تتحول القضية للمتجارة وتبتعد عن معناها الحقيقي، أن التمسك بالكسب المادي في قضية الرقاب جعلت البعض يبتعد عن قضية هامة وأساسية في ديننا الإسلامي وهي العفو، نعم إن فقدان شخص عزيز بسبب تهور وعدم مسؤولية آخر ليست بالأمر الهين، وأيضا فإن أي روح خلقها الله لو ملأت أرجاء الأرض ذهبا ما عوضت روح موحدة خلقها المولى وعليه فيجب أن نراجع أنفسنا وأن نطلق دعوات لمنع المغالاة والاستغلال بقضايا الدم وطلب ما لا يمكن أن يتخيله عقل من طلب أرقام فلكية فالقضية أبسط بكثير مما يحدث الآن فهي محصورة في الآتي، إما العفو وإما القصاص وإما أن تطلب العوض ولكن بشكل معقول. Ebtehaj@al-madina.com @madinanews2
مشاركة :