وجه سياسيون سودانيون اتهامات لحكومة الرئيس عمر البشير بأنها تلجأ إلى أسلوب الدعوة للحوار الوطني "انطلاقا من تكتيكات سياسية"، مشيرين إلى أن الحكومة لا تعرف منطق الحوار والتفاهم، وإنما تلجأ إلى التعامل مع معارضيها ومخالفيها بأساليب القوة والكبت والزج في السجون.وقال القيادي بحزب الأمة، القطاع الأوسط، حسن عز الدين "أهل السودان عموما والمعارضة على وجه الخصوص فقدوا الثقة في دعوة الحكومة للحوار الوطني، وأن الحوار الذي تدعو له الرئاسة على أعلى مستوياتها، ممثلة في الرئيس البشير ما هو إلا تكتيك سياسي مرحلي تلجأ له الحكومة عندما تزداد عليها الضغوط الداخلية والخارجية، لكن المعارضة وعت الدرس، واتخذت قرارا بالإجماع بعدم المشاركة في أي دعوة للحوار، ما لم تكن هناك ضمانات كافية، تتمثل في توقيع مرسوم رسمي من رئاسة الجمهورية بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، وأن يتبنى البرلمان الدعوة للحوار ورعايته، وأن تشهد عليه جهات خارجية مثل الاتحاد الأفريقي".وأضاف عز الدين في تصريحات إلى "الوطن" "ليس من المعقول أن تتداعى قوى المعارضة في الداخل والخارج إلى جلسات الحوار، وأن تنفق في سبيل ذلك الأموال والوقت والجهد، ثم يكون مصير كل ما يتفق عليه النسيان، وأن يلقي الحزب الحاكم بكل مخرجات الحوار في سلة مهملاته، ببساطة تامة. لذلك لن نتجاوب مع دعوات البشير الأخيرة المتكررة، لأنها ببساطة محاولات لتخفيف الضغط الداخلي والخارجي، بعد أن بلغت أوضاع السودان مستوى غير مسبوق من التردي والانهيار".وطالب عز الدين الحكومة بإطلاق المعتقلين السياسيين قبل الدعوة للحوار، وتابع "إذا كانت الحكومة جادة فعلاً في دعوتها للحوار فكان الأجدر بها أن تتخذ خطوات جادة وملموسة، مثل الإفراج عن المعتقلين السياسيين، وفي مقدمهم فاروق أبوعيسى وأمين مدني، فكيف نتحاور مع نظام لا يتورع عن زج معارضيه في السجون، لمجرد الاختلاف معهم في وجهات النظر؟ وما لم تتم تلبية مطالبنا فستكون دعوات البشير صيحات في واد مقفر، لن تجد من يستجيب لها".وكان البشير دعا أمس جميع المعارضين للإجماع حول المائدة المستديرة، من أجل وحدة الصف الوطني. ونفى خلال مخاطبته ختام فعاليات جائزة الخرطوم الدولية للقرآن الكريم أن تكون الدعوة للحوار الوطني تكتيكا سياسيا، قائلاً إن الحوار "جاء انطلاقا من مبدأ الشورى والديموقراطية"، مؤكدا السير في طريق الحوار حتى تتحقق غاياته المرجوة.
مشاركة :