لافروف يخفف تحذيره للمعارضة وإيران تتمسك بـ «دور محوري» للأسد

  • 1/17/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أعربت روسيا عن أملها في نجاح جهود عقد اللقاء السوري- السوري في موسكو بين 26 و29 من الشهر الجاري. وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده «لم تتلق من أي طرف سوري معارض رداً نهائياً حول احتمال مقاطعة المؤتمر». وخفف لافروف من لهجته أمس، بعدما كان هدد قبل يومين أطراف المعارضة بفقدان تأثيرها في مجمل العملية السياسية إذا قاطعت دعوة موسكو، وقال في مؤتمر صحافي إن «التحضيرات لعقد اللقاء تجري في شكل مكثف، ولم يبلغنا أي طرف في المعارضة السورية بموقف نهائي حتى الآن، لذلك لا يمكنني أن أعلن عن لائحة المشاركين قبل وصول المدعوين إلى موسكو». وزاد الوزير الروسي أن بلاده لمست «اهتماماً كبيراً بهذا الحدث من جانب المعارضين الذين تمت توجيه الدعوات اليهم، وكذلك من جانب ما يسمى باللاعبين الخارجيين»، مشيراً إلى أن «الوضع معقد، وهذه أول محاولة منذ بداية الأزمة السورية لجمع الممثلين المؤثرين للمعارضة السورية على طاولة حوار واحدة». وأوضح: «لم تجر مثل هذه المحاولات في السابق، لذلك من الواضح أن كل مجموعة معارضة تحاول تعزيز مواقعها في إطار التحضير للاجتماع، وتستعد لتنسيق مواقفها حيال القضايا المطروحة للبحث وتجري مناورات تكتيكية». وقال لـ «الحياة» مصدر موثوق، إن موسكو تنتظر النتائج التي ستسفر عنها اجتماعات القاهرة الأسبوع المقبل، وتأمل أن يتم الإعلان عن موقف إيجابي حيال الدعوة الروسية من «الائتلاف الوطني السوري» و «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي». في غضون ذلك، أشار المصدر إلى أن موسكو أرسلت خلال اليومين الماضيين مزيداً من الدعوات لشخصيات سورية معارضة في الداخل والخارج. وكانت موسكو أعلنت في وقت سابق أنها وجهت 28 دعوة إلى شخصيات تنتمي إلى فصائل مختلفة ومستقلين. ووفق معطيات مصادر ديبلوماسية، فإن موسكو تسعى إلى إطلاق الحوار السوري- السوري بمن حضر، ولن تتجه إلى إلغاء أو تأجيل دعوتها في حال حصلت على رد سلبي من القوى السورية الرئيسة. وتشير المعطيات إلى أن الترتيب الذي وضعته موسكو لإنجاح اللقاء يقوم على عدم التدخل مباشرة في الحوارات بشقيها، بين أجنحة المعارضة أو في الحلقة الثانية منه، بين المعارضة وممثلي النظام، إذ لا يخطط لحضور مسؤولين في الخارجية الروسية الحوارات الأساسية، وبعد الجانب البروتوكولي، سيقتصر الحضور الروسي على «موظفين فنيين» تنحصر مهمتهم في دفع عملية إنجاح المؤتمر. وعلى رغم أن موسكو لم تضع أجندة واضحة للحوار، لكن المصادر الديبلوماسية تعتبر أن هذه النقطة «لمصلحة الفعالية ولا تقلل من أهميتها» باعتبار أن «الجوهر هو إطلاق الحوار السوري– السوري والمطلوب من الجلسات الأولى تحديد الأجندة ووضع آليات لاستكمال المناقشات في الملفات المطروحة». وكانت موسكو أعلنت أنها وجهت الدعوة لحضور المؤتمر على أساس اتفاق «جنيف -1» الموقع في حزيران (يونيو) 2012، ولمح ديبلوماسيون روس إلى أن عدداً من المعارضين السوريين نبه موسكو سلفاً إلى ضرورة توضيح هذه المرجعية في خطاب الدعوة. وأن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف سمع كلاماً مباشراً في هذا الشأن خلال جولات في المنطقة التقى خلالها ممثلين عن تيارات معارضة مختلفة. لكن في المقابل، شددت موسكو على أنها تنطلق من أن البند في الاتفاق المتعلق بتشكيل هيئة انتقالية لها صلاحيات تنفيذية كاملة لا يعني انتقاص صلاحيات الرئيس بشار الأسد أو تحديد دوره في المرحلة الانتقالية باعتبار أن هذه القضية مطروحة للبحث خلال الحوار السوري – السوري وليس خارجه. ولا تخفي الديبلوماسية الروسية أن العنصر الأهم للنقاش في الحوارات السورية– السورية ينبغي أن ينطلق من توحيد الجهود لمكافحة الإرهاب، وأن التركيز على هذه القضية له أولوية على القضايا الأخرى. في غضون ذلك، أشار مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى افتقاد الكثير من أطراف المعارضة إلى القاعدة والتأثير في سورية، ما يشكل «عائقاً لحوار موسكو». ونقلت قناة «العالم» الإيرانية عنه قوله أنه بحسب رأي طهران وموسكو، فإن دور الأسد «يجب أن يكون محور أي حل سياسي في سورية». وأضاف، أن للشعب السوري وحده الحق في أن «يطمئن لمستقبل بلاده ويقرر مصيره بنفسه»، ولذلك فإن نتائج العملية السياسية لن يكون لأي بلد شأن فيها، وإنما ستكون من شأن الشعب السوري ووفق قراره الواضح والصريح في جو هادئ ومستقر «وخال من الإرهابيين في سورية». وأشار مساعد الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والإفريقية، إلى أن الولايات المتحدة خففت من لهجتها حيال الأسد، وأنه يمكن أن يكون طرفاً في المفاوضات. و كشف عبد اللهيان خلال المقابلة، أن إيران طلبت في مرحلة ما من الأسد أن ينقل، ولو لفترة قصيرة زوجته وأطفاله إلى طهران من أجل استراحة قصيرة، لكن رده كان أن «بشار وأسرته لن يغادروا سورية» وأن الأسد لم يوافق على ذلك.

مشاركة :