بعض عبارات المجاملة - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 1/21/2015
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

الدعاء بالصحة والتوفيق وطول البقاء لمُحدّثك يختلف مناطقياً في جزيرة العرب. وإلى ما قبل عقدين من الزمان كانت وقفاً على الرجل. ويسخر السامع لو أطلقت العبارة على انثى. إلاّ أنني سمعتُ الناس في الحوارات الفضائية وفي مداخلات الراديو يطلقون العبارة على المرأة.. فيقول أهل الخليج: «طال عمرتش» ويقول أهل القصيم: «طال عمرتس». وعند البعض الآخر لا يطلقونها على المرأة أبداً. ولا يوجد للعبارة رديف إنجليزي مطابق. وهي (طال عمرك) تعتبر حتى باللغة العربية عاميّة، أي غير رسمية وتُستبعد عن الحديث والتحرير الراقي، وغالباً توضع بين هلالين. وبعض أهل الكلام يرون أن عقدة «طال عمرك» ما يتبعها ، غير الصادقة تبيّن أن هناك إرباكاً في علاقات المجتمع أو الوظيفة بين الشخص العادي، وبين الرئيس، أو الوجيه.. ومرؤوسيه أو أتباعه من خلال استخدام لغة مجاملة تميل إلى الابتذال فمن يحمل القدر والقيمة لأي طرف لا يحتاج إلى متاهات التنميق والتملق في الوصف، أو تكرار «طال عمرك» ومثيلاتها.. في الجزيرة العربية وسطاً وأطرافاً تتردد عبارة طال عمرك على ألسنة الخاصة والعامة. وأخذها بعض أهل الشام ومصر، لا سيما إذا تخاطبوا مع أبناء الجزيرة العربية. وأظنها تطوّرت - مع شيء من ضمان الاستجابة - فنسمع البعض يقول: «يا طويل العمر»، وكل هذا لا شك تمنّيات طيبة أو إجلال لمقامات كبار القوم أو كبار السن، ولا يرى فيها أهل العرف خروجاً أو سوءاً أو عثرة. والبعض يرى أن طول العمر يجعل المرء ذا عوز. وبحاجة إلى مساعدة الغير. وقد سمعنا بعض كبيرات السنّ يدعون ربّهن أن يميتهن قبل الهرم والضعف والخرف. فيأتين بعبارة تقول: يا الله.. «من حيلي لقبيري» أي من قوتي التي متعتني بها إلى قبري. ثم إن فلسفة الفقر قد تسلّلت إلى قلوب البعض. فقال أحدهم مادحاً الفقر، مظهراً فضله على الغنى - خصوصاً في الهرم: تبيّن فضلُ الفقر عندي على الغنى بواحدة فيها عزاء لذى حجْرِ متى متّ لم آسف على فقد نعمة يودّ الفتى من أجلها المدّ في العُمِر لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net

مشاركة :