أصدق عبارات السلام عندنا نحن العرب - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 6/30/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

لفت انتباهي خطاب الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك الأردن، الذي ألقاه في مؤتمر دافوس، بحضور نحو 900 شخصية سياسية واقتصادية دولية قال فيه: إن السلام والرحمة صفة مهمة وغالبة من ملامح دين الإسلام .. والمُجدي والجميل أيضا أنه ألقى الخطاب بلغة إنجليزية بالغة الدقة والجزالة. ولاقى تصفيقا وإعجابا من الحضور، وهذا في رأيي رد مُفحم على دعاة الإسلاموفوبيا (الخوف من الإسلام) أو دعاة الذبح والنحر للمُخالف في الممارسة أو المذهب. اعلم أن الخطاب ليس فيه جديد، لكن المتلقين ربما كانوا الجدد. كانت العادة قديما أن المرء إذا مرّ بعمال يعملون في الحراثة أو البناء أو أي مهنة تتطلب الحراك والدقة وربما العجلة أن يقول بعد السلام المعتاد: يالله قوّهم، أو: "القوّه" وقد اعتبرها بعض الناس تقوم مقام عبارة: السلام عليكم، وكان العاملون يجيبون: الله يقوّيك أو، قوّاك الله. لاحظوا الودّية والإلفة والمناجاة الحميمية. وعبارة أخرى جميلة وناعمة أيضا، وهي أن يقول العابر للمنشَغِل: نعاونْك. فيجيب المنشغِلُ: الله لا يهينك. كذلك لاحظنا أن المار بقوم يأكلون، أو الداخل إليهم يقول: هَنّهمْ، ويجيب الجالسون على الطعام: وانت منهم، وبعضهم تدعوه حال معرفتهِ بالقادم الجديد وحب المزح وتلطيف الجوّ فيقول "رح وخلّهمْ". ولدينا غالبية من الناس لا يزالون متمسكين بتحيّات كهذه، ولا يرضون لها بديلا. وامتداد التحايا عند العرب أكثر من غيرهم من الشعوب. أشهرها السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وهي تحية الإسلام، ومن التحيات المشهورة في العالم العربي «صباح الخير» و«صباح النور»، وتروى حكايات عجيبة عن السلام عند بعض القبائل في بلاد التيبت، حيث تكون التحية بإخراج اللسان وترد التحية بالمثل وبعضهم إذا أراد شخص أن يحيي آخر شد أذنه بيده، فإذا كانت الشدة خفيفة دل ذلك على ضعف الصداقة بينهما، وسكان المحيط الهادئ يدنو أحدهما من الآخر ويلصق أنفه بأنف الآخر لفترة من الزمن تطول كلما كان السلام حاراً، وفي بعض البلاد يتبادلون التحية بأن يقبض كل منهما على لحية الآخر، وفي جبال الهمالايا تكون التحية بأن يحك أحدهما ظهره بظهر الآخر. لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net

مشاركة :