عبارات أدبية تدعو إلى الضحك - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 2/10/2015
  • 00:00
  • 26
  • 0
  • 0
news-picture

Friendly Fire عبارة نسمعها في الأخبار. وترجمتها "النيران الصديقة" ومجازاً تعني النيران التي صدرت من الفرقة أو الكتيبة أو الطيران وأصابت فردا أو أفرادا من ذات الجيش وليس من العدو. أي قتل جنود برصاص زملائهم. العبارة تثير الضحك. كيف نيران..!! وكيف صديقة؟ وعندنا مَثَلٌ في عاميتنا يقول «النار عدو». وما يحيرني أن إذاعاتنا تصر على استعمال تلك العبارات المضحكة - النيران الصديقة. لا يمكن - في رأيي - أن نجد مسدساً رقيقاً، أو حنوناً، أو طيب القلب كي يخرج لنا ناراً صديقة وأخرى غير صديقة. والجملة انجليزية لكنني وجدتُ أنها تُستعمل بكثرة عند الأمريكيين أكثر من غيرهم ولذا أعتقد أن شعور الفرد الأمريكي بالحرية المطلقة المسيطر عليه هو شعور كاذب، يمنعه من رؤية الأشياء على حقيقتها. والسامع يجزم أن الإصابة بنيران الصديق تؤثر معنوياً ونفسياً على المقاتل أو الوحدات الصديقة ويجعلها تشعر بالأسى والغضب والإحباط، فالإنسان الذي يقاتل عدواً ما يتمنى، أو يفضّل أن يُقتل بنيران هذا العدو إذا كان لا بد من ذلك، فيعتبر بطلاً وينال مجداً، لا أن يُقتل بنيران رفاقه كما حدث لأهل الجندي الأميركي الذي قتل في أفغانستان (بات تيلمان) العام 2004، واعتبر بطلاً قومياً ولكن تبيّن بعد ذلك أنه قتل بنيران "صديقة"، ما أثار ضجة في الولايات المتحدة على مستوى الرأي العام وعلى مستوى أهله الذين اعتبروا أن ابنهم قتل مرتين (مادياً ومعنوياً). والروائي المصري علاء الأسواني سمى مجموعة قصصية "نيران صديقة ". لكنك لن تجد قصة بهذا الاسم داخل المجموعة. إلا أن هذا التعبير "نيران صديقة" شاع مؤخرا خلال الحرب على العراق حين كانت الفرق العسكرية الأمريكية والبريطانية تصيب بعضها البعض، والنيران الصديقة عند علاء الأسواني هي تلك التي نصيب بها بعضنا البعض، الأمريكيون يتسمون بالعجلة.. قد يُدرك المتأني بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الزللُ لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net

مشاركة :