ما أجمل أن تعيش في شقه، تسمع صراخ جارك، وتشعر بما يشعر به، وهو يُهدد أطفاله بمنع (مصروف المدرسة)، لأنهم كسروا (ريموت الرسيفر)، الذي يُعد المتنفس الوحيد له!. في كل مرة أخرج فيها من مناسبات بعض (الأثرياء) الاجتماعية، أشعر أنني في حاجة لزيارة طبيب نفسي، لمعالجة آثار الاختلاط بهذه الفئة، فما أحلى البساطة والحياة السهلة. كم تمنيت من وزير الأسكان الذي يشكو شح الأراضي، زيارة بعض (قصور) هؤلاء، لمعرفة المسافة الشاسعة بين البوابة الخارجية، ومجلس الضيافة؟.. حتى يكتشف طرق جديدة لتوفير (منازل) للمواطنين الذين أنهكهم الإيجار، وبات عليهم مضاعفة الجهد والعمل لتأمين المستقبل. أحد الزملاء من فصيلة (الكوحيتي) من المنتظر أن ينتهي من تسديد أقساط سيارته (السيدان) بنهاية عام 2017م، وعندها ربما عليه أن يدخل دوامة أقساط سيارة جديدة، لأن سيارته الحالية لن تأتي بـ 25% من قيمتها التي أشتراها بها، رغم أنه قضى حياته مُتنقلاً بين الجامعات، للحصول على الدرجات العلمية. الرجل نسي تماماً (حُلم السكن)، ولم يعد يفكر في (السياحة) خارج الحدود، ولا تعنيه العلاقة العكسية بين العقار وهبوط أسعار النفط، فهو يفكر بما هو أبعد من ذلك. يقول من الأفضل لي أن أبدأ في (جمعية شهرية)، لتوفير (قرشين) يجدها أطفالي من بعدي، حتى تسترني أمامهم، ولا يدعُون عليّ عندما يكبرون، ويعتقدون أن أباهم (فاسد، وكاذب) قضى حياته في الملذات دون أن يترك لهم (مالاً أو عقاراً)!. في كل مرة تطير (فلوس الجمعية) مثلما طارت الكثير من الوعود والأحلام للمُنتجات التي تتغنى بها وزارة الإسكان؛ التي أقترح على (وزيرها) تشكيل مجلس استشاري من بعض (المواطنين) الذين ينتظرون الاستفادة من برامج الوزارة للوصول لحلول الحقيقية، فالخوف أن مشكلة السكن لن تنتهي، طالما أن من يُخططون لحلها يسكنون في القصور آنفة الذكر. أحد أبناء هؤلاء يقول لي إنه يبحث عن وظيفة مناسبة، فـ(المحروس) عاد بالشهادة الكبيرة، وفي سيرته الذاتية أنه غارد مدارسنا الأهلية، وتم شحن (سيارته) له طوال فترة البعثة، وربما -شارك غداً- في حلول مشاكل (صاحب الريموت) أعلاه. وعلى دروب الخير نلتقي،،،
مشاركة :