أقامت أسبوعية الدكتور عبد المحسن القحطاني بمدينة جدة، واحدة من فعالياتها في غير موعدها المتعارف عليه، نظراً لظروف المحاضر المحتفى به وهو شاعر عكاظ في دورته الثامنة الدكتور المنصف الوهايبي الذي غادر المملكة إلى مسقط رأسه تونس، عقب إلقاء المحاضرة التي أدارها الدكتور حاتم الفطناسي الذي تحدث عن الكيفية التي استطاع بها الوهايبي الجمع بين الشاعرية والأكاديمية وكتابة النقد المتميز الرصين. فيما قال الدكتور الوهايبي في محاضرته المعنونة بـالحب العذري بين البدوي والحضري : لا مناص من القول: إن الكتابة في الحب تنطوي على قدر هائل من اللبس، هو عينه القدر الذي تنطوي عليه القراءة في الحب، وهو لبس مأتاه التعميم الذي قد يشوب مفردة الحب، حيث تُحمل في معنى عام على دلالة مطلق الرغبة في هذا الشيء أو ذاك، أو على دلالة المحبة بما هي توادد بين البشر، في حين أن ما يعنينا في السياق الذي نحن به، إنما هو المضمون الغرامي العذري. وأضاف : من الأجدر أن نتساءل كيف يتجلى الحب العذري، بل أهو عذري حقاً، أي طاهر عفيف كما يقع في ظن قارئه، هذا الذي نسميه حباً، حتى وإن كنا لم نقف على ماهيته بعدُ في هذا المجتمع أو ذلك، أو في هذا الفن أو غيره من المجالات، ومن الصعوبة بمكان أن نرد هذه الكتابة الغرامية إلى الواقع، مادام الأمر يتعلق بتنويع سردي على نواة قصصية تكاد تكون واحدة، أو متقاربة الأحداث، بالرغم من أن خبرة الحب تظل في أصلها على شيوعها خبرة فردية. وأعقب المحاضرة مداخلات وتساؤلات من الحضور تفاعلا مع ما طرح الدكتور المنصف الوهايبي منهم الدكتور يوسف العارف، وحسين با فقيه والشيخ سليمان علو رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة جدة.
مشاركة :