فقدنا ملك القلوب الذي له بصمات واضحة في قيادة التنمية الاقتصادية والفكرية والتعليمية والسياسية، وإنجازات جديدة تحققت بعهده. لقد كانت مرحلة الملك عبدالله مرحلة جديدة في الحكم السعودي، من ناحية الانفتاح الفكري والعلمي وتطوير الأنظمة. ففي عهده ـ رحمه الله ـ حققت المملكة تقدماً كبيراً في المجال العلمي، سواء كانت من خلال برنامج الابتعاث لخادم الحرمين الشريفين، أو من خلال عدد الجامعات التي أُنشئت في عهده. وفي عهده تم إنشاء أكبر مشروع للسكك الحديدية والطرق البرية وطرق النقل العام، سواء كانت داخل المدن أو الربط بين المدن. وكذلك على المستوى الصحي الذي يعتبر إحدى مشكلات أغلب دول العالم؛ إذ أمر بإنشاء 6 مدن صحية على مستوى المملكة، وتخصيص ميزانيات ضخمة لذلك. وحتى على المستوى الرياضي كانت هناك مرحلة جديدة للرياضة بإنشاء ملعب الجوهرة، أو إنشاء استادات رياضية عديدة، والدعم المادي الكبير للرياضة. وعلى مستوى المبادرات السياسية كان لفقيدنا الراحل مواقف سياسية كبيرة، سواء في المنطقة، أو على مستوى العالم، وآخرها بادرة الصلح الخليجية. وأيضاً على مستوى القضاء كانت هناك مرحلة انتقالية ومشروع ضخم وكبير في تطوير القضاء داخل الدولة، والاهتمام بالشعب من نواحٍ حقوقية وقانونية. له مشاريع كثيرة جديدة لمسناها، وله مشاريع مستقبلية سوف نراها. هذا الفقيد كان رحيماً وعطوفاً على شعبه محباً لأطفاله كريماً على بلده قوياً وحازماً لأي عدوان على وطنه. لا أستطيع اختصار ما قدم؛ ففد كانت 10 سنوات مليئة بالعطاء والعمل، بل كانت مرحلة جديدة في تاريخ الحكم السعودي. لن ينساك التاريخ يا قائدنا؛ فقد سطرت إنجازاتك على أرض الواقع؛ فرحمك الله يا ملك الإنسانية، وإلى جنات النعيم يا ملك القلوب. وأحسن الله عزاءنا وعزاءك يا سلمان ومقرن في فقيدنا جميعاً، وأعانكما الله على حمل المسؤولية الكبيرة في قيادة وطن بحجم المملكة العربية السعودية. خاتمة {إنا لله وإنا إليه راجعون}.
مشاركة :