إن تحقيق النجاحات والتميّز في الحياة يحتاج إلى التزوّد بالآمال والتوقعات الإيجابية؛ فالإنجازات لا تصحبها في العموم أي ضمانات. ولكن مع «العديد الشقب»، قد يكون الحال مختلفاً؛ فاستمرارية النسب العريق مسؤولية تبعث على القلق أحياناً، ولكنها مصدر للفخر في أحيان كثيرة. وبين الفخر ومسؤولية الحفاظ على الإرث العربي العريق، فقد الشقب (عضو مؤسسة قطر)، مؤخراً، رمزاً للفروسية يتجسد في «العديد الشقب»، هذا الجواد العربي الأصيل الشهير، والذي كان وما زال محبوباً من الجميع، وتم إنتاجه في الشقب، رحل عن عمر 23 عاماً بعد معركة شجاعة مع المرض، تاركاً خلفه إنجازات مدوّية في الميادين المحلية والإقليمية والدولية، ومخلّفاً إرثاً مستمراً من سلالته العريقة، وباعثاً ذكريات جميلة في أذهان كل من شهد إنجازاته، وفي عيون كل من التقوه في ميادين الفروسية.يعود نسب «العديد الشقب» لأكثر السلالات العربية الأصيلة. ولهذا، فإنه تميّز منذ الولادة، وكيف لا؟ وهو من سلالة «أنساته حليم شاه» الأكثر تأثيراً في القرن العشرين، نتاج برنامج أنساته للتلقيح الشهير، والذي يعكس نسبه خليط اثنين من أشهر أبناء «نازير»، وهما «أنساته بن حليم» و»مورافيك». وحين تتعقب نسبه من ناحية الإناث، تجد «داهماء» الفرع الرئيسي للأسرة، ثم تأتي بعدها «أنساته بنت بكرا» و»سيندار الأسياه» أم «العديد»، وهي فرس حاضنة لإسطبلات الشقب التي أنتجت العديد من الأبطال للمرابط. لقد نال «العديد الشقب»، عن جدارة، رمزية التجسيد الحي للخيل العربية الأصيلة المثالية بصورته المرمرية الكلاسيكية الرائعة، من حيث المظهر والأناقة وفحولته العربية التي شهدت لها الميادين والبطولات، وشكّل مصدر إلهام مستمر للحفاظ على إرث عريق عالي القيمة، إرث يحتضنه الشقب (عضو مؤسسة قطر) الموجود في المدينة التعليمية، والذي يُعدّ وجهة للفروسية من الطراز الأول محلياً ودولياً. لا نبالغ إذا قلنا إن «العديد الشقب» لم يكن بطلاً في عيون محبي الفروسية في قطر فحسب، وإنما كان ذلك البطل الحاصل على درجات كاملة في النوع والفصيلة من جميع الحكام في جميع المسابقات حول العالم. فبعد عامين على ولادته، فاز في بطولة قطر الدولية لجمال الخيل العربية الأصيلة عن فئة المهر البطل عام 1997، وكان هذا مجرد تمهيد لإنجازات إضافية تبعتها، حيث فاز أيضاً ببطولة قطر الدولية لجمال الخيل العربية الأصيلة عن فئة الفحل البطل بين أعوام 2000 و2008. ونافس قُدماً في تسجيل نجاحاته؛ فقد تمكّن من الفوز ببطولة الشرق الأوسط الدولية لجمال الخيل العربية الأصيلة عن فئة الفحل البطل عام 1999 وعام 2002، وعن الفئة نفسها في بطولة أميركا لجمال الخيل المصرية الأصيلة عام 2005. وخلال هذه الإنجازات، حمل «العديد الشقب» اسم قطر عالياً، ليسجل له التاريخ فوزاً لافتاً على مستوى العالم العربي عام 2003 بفوزه في بطولة قطر الدولية لجمال الخيل العربية الأصيلة عن فئة الفحل البطل. لذا، لم يكن مفاجئاً توالي الإشادات التي ترددت عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بعد أيام قليلة من فقدان هذا البطل. وتعليقاً على خسارة الشقب بنفوق «العديد الشقب»، قال السيد خليفة بن محمد العطية المدير التنفيذي للشقب: «يُستخدم وصف الأسطورة في كثير من الأحيان بعالم الرياضة، وأعتقد أن (العديد الشقب) يستحق أن نصفه بالأسطورة. إن الحزن العميق الذي نشعر به بعد فقداننا (العديد الشقب) وفقدان مجتمع الفروسية الدولية لهذا البطل، لهو شعور بالأسى، ولكنه شعور مصحوب بذكريات يخلّدها تاريخ الفروسية عن نجاحاته وطنياً وإقليمياً ودولية. إن الأناقة والنبل جعلا من هذا البطل رمزاً متميزاً في سلالة الخيل العربية». وأضاف العطية: «إن إنجازات (العديد الشقب) خالدة في تراث الفروسية العربي وفي ميدان الشقب. ومع حفاظنا على إرثه الممتد من سلالة والده أنساته حليم شاه، عَبره، وإلى ذريته، سوف نفتقده بشدة، لكنه سيكون دائماً معنا». ويبقى «العديد الشقب» مرافقاً لنا في رحلتنا التي نحرص فيها دوماً على تعزيز إرثنا المستدام؛ إذ نجحت سلالة «العديد الشقب» في التميز على مستوى العالم، بفوزها بالعديد من الألقاب والأوسمة في بطولات مختلفة إقليمياً ودولياً.;
مشاركة :