تحقيق: محمد الماحيهل بتنا حقاً على مقربة من تدريس تكنولوجيا الفضاء في مدارسنا على غرار الكثير من التجارب العالمية مثل اليابان والصين وسنغافورة واستراليا وأمريكا وغيرها، تعزيزاً لجهود الدولة لاستكشاف الفضاء الخارجي بسواعد الشباب، في إطار تجربتها الناجحة بأن تكون أول دولة عربية تصل إلى المريخ، في رهانها على بناء كوادر وطنية من رواد الفضاء؟ فقد أصبح من الضرورة بمكان وجود مناهج وأساليب جديدة في التعليم، تحقق للطالب إمكانية التعلم الذاتي والعمل ضمن فريق، لتحقيق أهداف يرسمها الطلبة بأنفسهم، بمساعدة المعلم، ومن أجل مواكبة معطيات العصر، يحتاج الطلبة والمعلمون، على السواء، إلى امتلاك المهارات اللازمة لدخول مجالات التكنولوجيا الحديثة التي أصبح فيها الفضاء والروبوت والذكاء الاصطناعي من الأركان الرئيسية والمفتاحية والضرورية للدخول إليها، وعليه أصبحت الحاجة ضرورية لبناء جيل له قدرات في مجال استخدام تكنولوجيا الفضاء في المؤسسات القطاعية المختلفة.تقنيات التعليمأفاد تربويون أن تضمين تكنولوجيا الفضاء في المنهج التعليمي ينعكس إيجاباً على العملية التعليمية، ويسهم في عملية التطوير التي تسعى وراءها كل المؤسسات التعليمية، مشيرين إلى أن التطور السريع الحاصل في التكنولوجيا بشكل عام، وتقنيات التعليم بشكل خاص، يدفع إلى تدريس تكنولوجيا الفضاء والروبوت والذكاء الاصطناعي في مدارسنا واللحاق بالركب، لتزويد الأجيال الصاعدة بما تتيحه التكنولوجيا من تجربة مختلفة في تقديم المحتوى الدراسي والتفاعل معه.وأكدو أن الإمارات من أكثر الدول حاجة لتضمين المنهج التعليمي أساليب جديدة تكون عناصرها الرئيسية الفضاء والروبوت خاصة بعد دخولها لنادي الفضاء وإطلاق عدد من المشروعات.وقال الدكتور سالم زايد الطنيجي الأستاذ بكليات التقنية، أن تضمين تطبيقات تكنولوجيا الفضاء في مناهج التعليم تسهم في تبني الطالب للدراسات الفضائية المرتكزة على الحجج العقلية الفيزيائية والرياضية وتنمية عملية التفكير النقدي لدى الطلاب وحلهم للمشكلات حلاً تشاركيًا، كما تعمل على إكسابهم المهارات الخاصة بصنع القرارات، ما يضيف بُعدًا جديدًا للتعليم.ولفت إلى أن تضمين تكنولوجيا الفضاء في المناهج يجعل الطلبة يكتسبون مهارات استخدام صور الأقمار الصناعية، مشيرًا إلى أن ذلك يتم عن طريق تطبيق مجموعة من الأنشطة التعليمية التي تراعي مستوى الطلاب، وتتلاءم مع البيئات المختلفة لهم، ومن هذه الأنشطة دراسة بعض الظواهر المرتبطة بالأرض، وسيتحول الطلاب من ثقافة الحفظ والتلقين إلى ثقافة المعرفة وإنتاجها، والانتقال من استخدام التكنولوجيا إلى إنتاجها وإبداعها.وأشار إلى أن الإمارات من أكثر الدول حاجة لتضمين المنهج التعليمي أساليب جديدة تكون عناصرها الرئيسية تكنولوجيا الفضاء والروبوت والذكاء الاصطناعي، خاصة بعد دخولها لنادي الفضاء وإطلاق عدد من المشروعات التي تشمل «مسبار الأمل» لاستكشاف المريخ، والأقمار الصناعية «خليفة سات» و«دبي سات 1 و2»، ومشروع مدينة المريخ العلمية، فضلاً عن برنامج الإمارات لرواد الفضاء الذي اختار رائدي فضاء إماراتيين أخيراً، وجارٍ تدريبهما في روسيا استعداداً للاشتراك في أول رحلة لمحطة الفضاء الدولية، إضافة إلى إطلاق مركز محمد بن راشد للأبحاث المستقبلية، وغيرها من تأهيل متسارع للبنية التحتية المتخصصة في قطاع الفضاء.الأجيال الصاعدة ويقول الخبير التربوي الدكتور جلال حاتم، رئيس الكلية الإماراتية الكندية الجامعية، ينبغي أن تشمل المناهج في المرحلة الثانوية مفردات عن علوم الفضاء الأساسية والتطبيقات التكنولوجية وإدخال مواضيع أساسية مثل الفيزياء الفلكية، ونظرية الكهرومغناطيسية، في المناهج الدراسية، وأن تتضمن مشاريع البحوث في السنة النهائية من الدراسة الجامعية على مواضيع الاستشعار عن بعد وفيزياء الغلاف الجوي ونظم المعلومات الجغرافية. وأشار إلى أنه في المستقبل القريب، سنجد أن من ليس له مكان في الفضاء، لن يكون له مكان على الأرض، لأهمية علوم الفضاء التي لم تعد رفاهية لأي شعب، بل باتت المدخل الأهم والرئيسي لكل تطور، لارتباطها المباشر بجميع جوانب الحياة، لذلك أصبح إدراج تكنولوجيا الفضاء في العملية التعليمية، مصيري لتأهيل الطلبة ليكونوا قادرين على الاستفادة من إمكاناتها، لم يعد محل جدل أو نقاش في العصر الحالي، بل ضرورة حتمية، وأن رؤية الدولة تستند إلى التعليم الوطني المتميز بوصفه السبيل لتحقيق الاستراتيجيات الوطنية في التحول إلى الاقتصاد المعرفي المبني على الابتكار.وأضاف: أن التطور السريع الحاصل في التكنولوجيا بشكل عام، وتقنيات التعليم بشكل خاص، يدفع إلى تدريس تكنولوجيا الفضاء والروبوت والذكاء الاصطناعي في مدارسنا واللحاق بالركب، لتزويد الأجيال الصاعدة بما تتيحه التكنولوجيا من تجربة مختلفة في تقديم المحتوى الدراسي والتفاعل معه.أساليب جديدةأما الخبير التربوي محمد راشد رشود، رئيس مجلس أولياء أمور الطلبة والطالبات بدبا الحصن، فيرى أنه لا بد أن يتضمن المنهج التعليمي في المدارس أساليب جديدة أهمها تكنولوجيا الفضاء، يستهلها الطالب كمدخل لتعلم المبادئ الأساسية في الفضاء، من خلال هذا التطبيق أو ذاك، لأنها تفتح آفاقاً لا حدود لها للطالب، لكي يفكر ويصمم وينفذ، ولكي يوظف المبادئ العلمية التي يعرفها، ويبحث عن تلك التي يحتاج إليها للوصول إلى هدفه.وأكد أن العصر الحالي يزخر بالعديد من المتغيرات المعرفية والتكنولوجية ذات إيقاع سريع الوتيرة، والتي لها انعكاساتها على الحياة الشخصية والمجتمعية، فإن على المناهج التعليمية أن تتسم بسمات معينة تتفق ومتطلبات العيش في هذا العصر، وأن تحدد معالم الطريق إلى التعلم الذي يمكن الفرد من اكتساب صفات مواطن القرن الحادي والعشرين، مثل المنافسة والقدرة على الابتكار والتقنيات الفضائية وغيرها من الصفات التي يرى معظم التربويين أنها يجب أن تكون من أهم مخرجات التعليم الحديث، ومن ثم كان لابد من تحديد هذه السمات ليقوم المنهج التعليمي بدوره في دعم المجتمع للتعامل والاستفادة من معطيات التطور الرقمي والتكنولوجي.إعداد برنامج بحثييقول الخبير التربوي علي سيف حميد الجنيد: يجب على وزارة التربية إعداد برنامج بحثي لتضمين مناهج المرحلة الثانوية تطبيقات لتكنولوجيا علوم الفضاء والأنشطة المصاحبة للمنهج وأساليب التقويم أيضا، استعدادا لإمكانية إدراج هذا البرنامج ضمن تطوير مناهج المرحلة الثانوية، على غرار البرامج المطبقة في مدارس الدول الأوروبية واليابان وغيرها من دول العالم الأول.وأوضح أن المتخصصين في تقنيات وتكنولوجيا الفضاء من المواطنين قليل وغالباً ما يلجأ الراغبون في هذا التخصص إلى جامعات خارج الدولة، الأمر الذي يستوجب العمل على تحفيز الطلاب للتوجه نحو هذا التخصص، كذلك توفير المساقات الخاصة به داخل الجامعات الحكومية والخاصة، لإعداد وتخريج أجيال مواطنة متخصصة في هذه العلوم.
مشاركة :