هل يمكن عد المرحلة الحالية على أنها من بين أفضل المراحل التي مرّت وتمرّ بها الكرة العنابية على مدى السنوات الأخيرة ..؟ سؤال افتراضي مثير للجدل طبعاً، فالآراء قد لا تتّفق بهذا الشأن .. فهناك من ينظر إلى الأمر من زاوية غير التي نتحدّث عنها في هذا الموضوع بينما نراها من حيث الواقع مرحلة زاهية تنطوي على إيجابيات عديدة سواء من الناحية التنظيمية أو الناحية الفنية. تنظيمياً لا جدال طبعاً على أن الإيجابيات كثيرة ومتعددة وعلى مختلف الصعد حتى وإن كانت هناك بعض الملاحظات المحدودة التي يمكن تجاوزها .. وفي الحقيقة فإننا هنا نركّز على الجوانب الفنية تاركين الأمور التنظيمية لحديث آخر يمكن أن نتوسّع فيه لنتاول هذا الجانب بالكثير من التفاصيل.. وليس من شك في أنّ الجوانب الفنية تكاد تكون حافلة بالعديد من المؤشّرات التي تؤكّد حقيقة أن الكرة العنابية بخير وأن واقعها الحالي هو واقع إيجابي ويبشر بما هو أفضل على صعيد القادم من الأيام.. نتحدّث هنا عن عملية البناء التي ينهض بها اتحاد الكرة وإكاديمية التفوّق الرياضي “أسباير“ وما تمخضت عنه من إفرازات مهمة عكست نتائج في غاية الأهمية، وخصوصاً على مُستوى اكتشاف المواهب وصناعة النجوم.. فلأوّل مرّة منذ سنوات طوال نرى أن لدينا كمّاً من اللاعبين الواعدين الذين تتوافر لديهم مقوّمات الإبداع والتألّق والتميّز وفي مختلف الأعمار .. ولأوّل مرة ومنذ مدة ليست بالقصيرة نرى مُنتخبنا الأوّل، وهو يضمّ مثل هذه النخبة اللامعة من اللاعبين الشباب الجدد ومن أصحاب الأعمار الصغيرة مُقارنة بلاعبي منتخبات البلدان الأخرى وإلى الحدّ الذي صار فيه العنابي المنتخب الأصغر عمراً على مُستوى لاعبيه.. ولو أردنا هنا أن نستعرض أسماء اللاعبين لوجدنا أن أغلبهم من نخبة لاعبي المنتخب الأولمبيّ الذين أثبتوا جدارتهم ليتمكّنوا لاحقاً من ارتداء قميص المنتخب الأوّل وفقاً لما يمتلكونه من إمكانات فنية وبدنية .. و للتأكيد على صحة ذلك ندعوكم للعودة إلى آخر تشكيلة مثّلت العنابي الأربعاء الماضي أمام سويسرا في المباراة التجريبية التي تدخل في إطار الإعداد لبطولة أمم آسيا المقرّرة في الإمارات بدءاً من الخامس من يناير المقبل.. فالتشكيلة هذه ضمت ثمانية لاعبين كانوا ولوقت قريب جداً من ركائز منتخبنا الأولمبيّ، وهم الحارس يوسف حسن، والمدافعان بسام هشام، وطارق سلمان، ولاعبو الوسط عاصم مادبو، وسالم الهاجري، وعلي عوض اضافة إلى المهاجمين اكرم عفيف والمعز علي .. ولا نعتقد أن أحداً يشكّ في قدرات هذه النخبة من اللاعبين وجدارتها فعلاً في ارتداء قميص المنتخب الأوّل.. ولم يقف الأمر عند حدود هذه المجموعة من اللاعبين المتميزين الذين صاروا اليوم من بين أعمدة المنتخب الأوّل، وإنما هناك في الطريق أسماء واعدة أخرى نرى أنها تشقّ طريقها بثبات نحو الأعلى لتكون بالتالي من أبرز أعمدة منتخبنا الأولمبيّ مروراً نحو المنتخب الأوّل.. وهنا نتحدّث تحديداً عن لاعبي منتخبنا الشبابي الذي سجّل في الآونة الأخيرة حدثاً مهماً بتأهله لنهائيات كأس العالم للشباب المقرّرة في بولندا العام المقبل وذلك بعد أن أصبح ضمن أفضل أربعة مُنتخبات على مُستوى القارة الآسيوية في البطولة القارية التي جرت مؤخراً في إندونيسيا. فعلى الرغم من بعض الملاحظات الفنية التي ينبغي التوقّف عندها بهدف معالجتها في مرحلة الاستعداد لبطولة العالم تلك إلا أن واقع الحال يقول إن مُنتخبنا الشبابي هذا يمتلك من الإمكانات ما يؤهّله لأن يكون أفضل بكثير من تلك الصورة التي كان عليها في إندونيسيا بحكم ما يضمّه من لاعبين موهوبين ومتميزين فعلاً، ليس من وجهة نظرنا فقط، بل من وجهة نظر العديد من المراقبين الذين تابعوا البطولة في إندونيسيا، وتحدثوا عنهم باهتمام كبير مع تسليط الأضواء على عددٍ منهم باعتبارهم من بين الأفضل في القارة على مُستوى الشباب في الوقت الحاضر.. فلاعبنا الصاعد عبدالرشيد إبراهيم كان حديث البطولة كلها ليس لأنه الهداف الأوّل فيها وإنما لأنه يتمتع بمزايا اللاعبين الكبار، وهو في مثل هذا العمر الذي يفترض أن يكون مازال بحاجة إلى الكثير من الخبرة والتجربة.. ومثلما كان عبدالرشيد قد استقطب الأنظار كلها هناك، كذلك كان الأمر مع زميله المتألّق هاشم علي الذي حلّ ثانياً في قائمة هدافي البطولة وكذلك صانع الألعاب محمد وعد الذي أثبت الكثير من الجدارة، وأكّد أنه قادر على أن يكون ضمن صفوف المنتخب الأوّل في وقت ليس ببعيد .. ولعل القول نفسه ينسحب نحو قلب الدفاع الصلب أحمد سهيل الذي يتميّز بالصلابة والثقة العالية والذكاء الميدانيّ.. وهنا نشير إلى أن مثل هذه الأسماء يمكن أن تشقّ طريقها بقوّة نحو العنابي الأوّل إلى جانب عدد آخر من الشباب الواعدين أمثال الظهير الأيمن ناصر بخش، ولاعب الارتكاز عبدالله الساعي، والجناح ناصر اليزيدي، وآخرين نعوّل عليهم كثيراً في القادم من الأيّام .. ليس ذلك فقط بل هناك أسماء أخرى عديدة يمكن أن يكون لها شأن مهمّ في المرحلة القريبة المقبلة، وكل ذلك إنما يؤكّد أن قاعدتنا الكُروية بخير وأن مساعي البناء على مستوى اكتشاف المواهب وتنميتها تسير بالشكل الأمثل، وكل ذلك إنما يصبّ في النهاية في تصعيد إمكانات العنابي ومنحه من الخيارات ما يجعله أكثر قدرة على تحقيق الطفرة النوعية التي ننتظرها منه، وخصوصاً على طريق كأس العالم في الدوحة بعد أربع سنوات.. نقول إن ما كان يبدو نظرياً على مُستوى العمل في ميدان البناء الكُروي خلال السنوات الماضية بات واقعاً اليوم، وما تحدثنا عنه هنا على مستوى الأسماء ليس سوى جزءٍ من المحصلة التي نراها مثمرة فعلاً، وهو ما ستؤكّده الأيّام، إن شاء الله. أسماء واعدة ومهمة مثلما شقت العديد من الأسماء طريقها من الأولمبي إلى العنابي الأوّل لتؤكد جدارتها وتثبت أهليتها لارتداء قميص المنتخب الأوّل كذلك سيكون الحال مع أسماء أخرى واعدة ضمّها منتخبنا الشبابي المتأهل مؤخراً لكأس العالم. وقد يكفي هنا أن نذكركم بأسماء مميزة مثل عبدالرشيد إبراهيم، وأحمد سهيل، ومحمد وعد، وهاشم علي، وناصر بخش، وعبدالله الساعي، وناصر اليزيدي، وغيرهم ممن نتوقّع لهم مستقبلاً زاهراً مع العنابي الأوّل في مرحلة ليست ببعيدة. خيارات متعددة تخدم العنابي الأوّل تواجد مثل هذا الكمّ من اللاعبين المتميزين في ملاعبنا وضمن صفوف منتخباتنا للفئات العمرية سيمنح الجهاز الفني للعنابي الأوّل فرصاً في غاية الأهمية وخيارات متعددة يمكن أن تساعده كثيراً في المرحلة المقبلة بهدف الوصول إلى أفضل تشكيلة ممكنة قادرة على تمثيل قطر بالشكل الأمثل في المُشاركات والاستحقاقات المُقبلة. 11 شاباً فيصفوف العنابي الأوّل مرحلة التجديد التي يمرّ بها العنابي الأوّل تؤكّد أن مسيرة البناء تسير بالشكل الأمثل .. فمن أصل (25) لاعباً اختارهم المدرب سانشيز لرحلته الحالية ومباراتيه التجربيتين أمام سويسرا، وأيسلندا كان هناك (11) لاعباً ممن تقل أعمارهم عن (22) عاماً والقادمون من صفوف العنابي الأولمبيّ. وهؤلاء اللاعبون هم يوسف حسن، ومحمد البكري، وبسام هشام، وطارق سلمان، وعاصم مادبو، وسالم الهاجري، وأكرم عفيف، وعلي عوض، والمعز علي، وسلطان البريك، وعبدالرحمن فهمي .. علماً أم ثمانية من هذه الأسماء كانت حاضرة بقوة في مباراة الأربعاء التي تفوّق فيها العنابي على نظيره السويسريّ صاحب التصنيف الثامن للفيفا.
مشاركة :