الكثير من الأطفال يرغبون في الحرية وتقليد الكبار في ما يفعلون، ومن ذلك الرغبة في قيادة سيارة، ولا تملك إلا أن تضحك وأنت تراه يقفز في مقعد السائق ويحرك مقود السيارة المطفأة بينما الأب قد نزل للبقالة، لكن كم هي بسيطة تلك الأحلام مقارنة بما يفعله بعض الأطفال الآخرين حول العالم الذين تعدوا مرحلة قيادة سيارة، كأن يكون جراحاً وقت الطفولة! لكن هذا ما فعله ابن الخامسة عشرة دليبان راج كما عرف مدير الاتحاد الطبي الهندي والذي جاءه اتصال مصدوم من بعض أعضائه يخبرونه عن فيديو رأوه للمراهق وهو يؤدي عملية قيصرية على قريبة عمرها 20 سنة وذلك بإشراف والديه وكلاهما طبيب ويملكان عيادة خاصة، وبدأ الغلام عمله على الحامل بعد أن خدرها أبوه والذي رجا إدراج ابنه في موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأصغر جراح، لكن أتت نتيجة عكسية لما تورط مع القانون وأتته عدة اتهامات منها محاولة القتل الخطأ والتعريض للخطر والتزوير. وإذا كنتَ ممن يخشى على ابنك أن يبتعد عن المنزل وألا يلعب إلا قريباً منه فماذا ستقول للورا ديكر؟ هذه الهولندية ابنة الـ 14 عاماً بدأت رحلة بحرية حول العالم قطعت فيها 50 ألف كلم ورجعت وهي ابنة 16، ولم يُثنِها ما واجهت من صعوبات مثل التسمم الغذائي والأمواج العاتية والأعطال الميكانيكية وربما أسوأها وهي الوحدة الخانقة، وتستطيع أن تشاهد فيلم All Is Lost الممتاز للمثل روبرت ردفورد لتستشعر هذا الإحساس شديد الوطأة. ولا تقتصر طموحات الأطفال والمراهقين على البحار بل حتى الجبال، فابن الثالثة عشرة جوردان روميرو سجل رقماً قياسياً كأصغر شخص يصعد جبل إفرست، وهو متسلق محترف قبل ذلك وصعد جبالاً أخرى، لكن كجميع متسلقي الجبال وضع تلك القمة الشهيرة نصب عينيه ولم يرتح إلا بعد أن قهرها. لو أن ابنك طلب منك أن يصعد جبلاً، هل ستوافق؟ هل الاحتياط أولى من الإنجاز دائماً؟
مشاركة :