حسن الشمراني يكتب / أوااه من حزنك يا الرياض

  • 1/26/2015
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

كنت بعيداً عن الرياض العاصمة عندما أُعلن نبأ وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، رحمه الله، رأيت الحزن على أعين الصغار قبل الكبار، وعلى أغصان الشجر وناطحات السحاب. رأيت حب عبد الله بن عبد العزيز وهو يتجلى في دموع المحبين وفي تأوهات العاشقين، لم يكن الملك عبد الله، رحمه الله، ملكاً وحسب، بل كان أباً وأخاً كبيراً ومعشوقاً لكل الشعب السعودي، لم تكن الكلمات هي من يعبر عن هذا الحب وإنما كانت الدموع والزفرات هي من تتسابق للتعبير عن ذلك فأتت ساخنة موجعة كدموع الثكالى وزفرات الأيتام . عند عودتي وقفت على مشارف الرياض طويلاً، لم تكن الرياض هي الرياض التي أعرفها، ساحاتها، طرقاتها، ناطحات السحاب الواقفة بوقار على نواصي شوارعها، كل شيء فيها كان يريد أن يبوح بألمه ويحكي لنا عن أسرار حزنه، لقد وقفت أتأمل حزنها الملكي واستمع إلى نشجيها المؤلم، قلّبت ناظريّ في كل معالمها فرأيتها وقد تدثرت برداء الحزن، وتجللت بوشاح الفقد والحنين، لقد بدت كالمهرة التي فقدت فارسها وكالأم الثكلى التي فقد أعز أبنائها . يا رياض لقد آلمني حزنك وأحرق فؤادي فقدان ذلك العزيز الذي تنوحين من أجله، اقتربت منها وناديتها: يا دار وين أحبابنا اليوم يا دار.. يا دار وين الحب وين المحبين. لم تجبني ولكن دموعها ودموعي كانت هي الإجابة المؤلمة. لا تحزني يا رياض فقد مضى فقيدنا الغالي إلى رب رحيم بعد أن قدم لأمته وشعبه كل معاني الحب والوفاء ومنحننا كل وسائل الرفاهية والعيش الرغيد. لا تحزني يا رياض فقد عوضنا الله بسلمان بن عبد العزيز، خير خلف لخير سلف، أظنك يا رياض لا تجهلين من هو سلمان بن عبد العزيز! إنه رجل الخير، وعراب المكارم، صاحب الرأي السديد، والكف الندي، رجل المواقف الشامخة. لا تحزني يا رياض فرغم أن المصاب جلل والخطب عظيم إلا أن مملكتنا وشعبنا في أيدٍ أمينة وتحت رعاية قادة مخلصين حكماء. رحم الله فقيدنا الغالي وحفظ الله مليكنا وقائد مسيرتنا الملك سلمان بن عبد العزيز وفوق هام السحب يا أغلى ثرى. رابط الخبر بصحيفة الوئام: حسن الشمراني يكتب / أوااه من حزنك يا الرياض

مشاركة :