حسن الشمراني يكتب.. مضاربات رمضانية

  • 6/1/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كم هو محزن جداً مايتمتداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر قروبات الواتس وبشكل يومي تقريباً من مقاطع فيديو محزنة لعدد من الصائمين وهم يتعاركون في الشوارع والمحلات التجارية ويتبادلون اللكمات والضرب بالعصي والهراوات والأدوات الحادة في بعض الأحيان وذلك لأتفه الأسباب دون أدنى اعتبار لحرمة الشهر الكريم أو احترام وتقديرلفريضة الصيام . وعلى مايبدو فإن شهر رمضان لهذه السنة سيكون هو الأكثر إثارة من بقية الأشهر الرمضانية الماضية ، فما يكاد يمر يوم أو يومان إلا وتصدمنا هذه المشاهد العنيفة والبعيدة عن أخلاق المسلمين وكأننا في حلبة مصارعة أو في غابة قصيّة يتسيدها قانون البقاء للأقوى . أعلم أن شدة الحرارة وزحام الشوارع وضغوطات الحياة لها دور في تغير أمزجة ونفسيات الناس ولكن هذا لايمكن بأي حال من الأحوال أن يكون مبرراً للتعرض للأخرين سواءً بالإيذاء اللفظي أو الإيذاء الجسدي كما نراه في هذه المقاطع مع الأسف . إن من العيب أن نرى رجالاً كالأفيال تتصارع في وسط الشارع وكل واحد يحمل في يده عجرا غليظة لو ضُرب بها أحد الجمال لمات في الحال ، ولو سألت أحدهم عن السبب وراء هذا العراك العنيف لوجدت أن السبب بسيطاً وربما تافهاً وكان بالإمكان التغاضي عنه لو أن كل واحد من هؤلاء قد حكّم عقله أو تذكر أنه صائم لله وأن الصوم ليس عن الطعام والشراب فقط وإنما الصوم كذلك عن أذية خلق الله سواءً كان هذا الإيذاء جسدياً أو لفظياً . وهنا يحق لنا أن نتساءل هل ياترى لمشاهد الحروب والقتل التي تبثها القنوات الفضائية بشكل مستمر دور في ازدياد هذه المشاهد العنيفة وبروز هذه النفسيات المتأزمة في شوارعنا وفي أحياءنا، أم أن لشيلات العنصرية وأخذ حقه بدق خشوم دور في ذلك ؟ قد تكون هذه العوامل وغيرها مما قد يخفى علينا سبباً في كل هذا ، وهي فرصة للباحثين في علم النفس وعلم الاجتماع لدراسة مثل هذه الحالات ، واخضاعها لقوانين البحث العلمي قبل أن تصبح ظاهرة مزعجة للفرد والمجتمع . رابط الخبر بصحيفة الوئام: حسن الشمراني يكتب.. مضاربات رمضانية

مشاركة :