عمّان – يضم كتاب “مرافئ التأويل.. إبراهيم خليل بين الأدب والنقد” مجموعة من الشهادات والدراسات كتبها أدباء ونقّاد كبار تناولت التجربة الأدبية والنقدية للناقد الأردني الدكتور إبراهيم خليل، الذي يعدّ من أهم النقاد العرب المعاصرين ممن نقلوا النقد من التنظيرات الأكاديمية الجافة إلى أحاديث يتناولها الناس بعد أن حبب إليهم قراءة النقد والأثر المنقود معاً. جمع هذه الدراسات وحررها وقدمها الشاعر الأردني نضال القاسم، وشارك في الكتاب 15 باحثاً هم الشاعر العراقي حميد سعيد والدكاترة شهلا العجيلي، شفيق النوباني، سعاد أبوركب، أماني حاتم بسيسو، محمد صالح الشنطي، راشد عيسى، الخير محمد رجب، هناء خليل، وإسماعيل القيام، بالإضافة إلى الباحثين علي حسين خلف، محمد المشايخ، عثمان قوقزة، هداية رزوق، صادق العبيدات، ومحرر الكتاب نضال القاسم. ركز الباحثون الـ15 على استنباط الناقد إبراهيم خليل من التراث العربي ما يؤسس لمنهج نقدي خاص، كما هو الحال عند روّاد النقد في الثقافة العربية من أمثال القرطاجني وقدامة بن جعفر والآمُدي، وغيرهم. كما أجمع الباحثون على أن إبراهيم خليل تميز بمتابَعَته حركة النقد الإبداعي، العربي والغربي، من دون كلل أو ملل، وتوقفه عند النظريات النقدية الحديثة وعدد كبير من النصوص الإبداعية، سواء على مستوى الشعر أم الرواية أم القصة القصيرة أم المسرحية أم المقالة، وغيرها من فنون الأدب. وأشار الباحثون إلى امتلاك خليل ما يجب أن يتوافر عليه الناقد من جهاز معرفي ما مكنه من الإحاطة بشعرية الشعر وتقنيات القصة القصيرة والرواية، وفضاء النقد ونظرياته ومناهجه ومداخله على اختلافها وتعدد ما فيها من توجهات، مما جعله قادراً على تناول ما يقرأ من أعمال أدبية من دون أن يستعصي عليه أو يتأبى له إخضاعها للتحليل والتشريح، حتى غدت الممارسة النقدية لديه أقرب إلى التلقائية، أو كما يقول إبراهيم خليل نفسه “إن القراءة توسع مدارك الباحث وتضع بين يديه المفاتيح التي بها يستطيع أن يسبر غور أشد الأعمال استغلاقاً”. التأسيس لمنهج نقدي عربي يتجاوز الحاضرالتأسيس لمنهج نقدي عربي يتجاوز الحاضر اقترنت بدايات إبراهيم خليل بهزيمة يونيو 1967، بما شهدته من حراك ثقافي مهم أظهر أصواتاً إبداعية متميزة، كما أظهر بدايات رؤية نقدية من الماضي والحاضر، ولكنها لم تستمر وضاعت في خضم صراعات هامشية وأوهام شعارية، وإن تلبّست لبوس رؤى نظرية، لكن الناقد خليل أفاد من ذلك ومن حيوية المحيط الذي كان فيه أيام ذاك، وكتب شعراً وقصة قصيرة، فكانت بداياته النقدية كما يقول “تغلب عليها حساسية المبدع، لا الناقد ولا الأكاديمي”. أصدر الناقد خليل، حتى الآن، أكثر من خمسين كتاباً في نقد الشعر والقصة القصيرة والرواية والتراث، ونقد النقد، ولم يتوقف عن البحث والتأليف، وما زال يمد المكتبة العربية، بجديد متميز، ويشتغل الآن على عدد من المشاريع النقدية، لكنه يقول “لا أدري إذا كانت الأيام القادمة تتسع لإنجاز مشروعات أخرى، مستقبلية، لكن هذا ما آمله وأرجوه”. الكتاب بما ضم من دراسات وشهادات جدير بالقراءة لأنه يعرفنا على جهود ناقد عربي يمد بصره إلى المستقبل ليؤسس لمنهج نقدي عربي يتجاوز الحاضر ويجعل النقد حاضراً في العقود المقبلة. ونذكر أن الكتاب صدر في عمّان حديثاً، عن دار أمواج للنشر والتوزيع.
مشاركة :