طلبت مجلة «الهلال» فى إحدى السنوات، استفتاء من صفوة المفكرين فى مصر عن نظرتهم إلى المستقبل، وأن يتصوروا العالم بعد خمسين عامًا، وتقديم نصيحة إلى جيل عام ٢٠٠٠، ولو عاشوا هذه الفترة، فماذا سيكون هو نتاجه الأدبى الذى سيكتبه فى هذه الألفية أو الاختراع، الذى يود أن يراه والوصية التى يتركها لشباب هذا الجيل، وكان من بين هؤلاء خليل مطران. وقال خلال مقاله إننا بعد نصف قرن سيكون لنا ما نصبو إليه أدباء عالميون وكتاب ينتشر لهم الصيت فى كل مكان وتترجم منتجاتهم البديعة إلى اللغات كافة.وأضاف أن الرواية المسرحية والقصة صغيرة أو مستفضية ستزدهر على طراز مستحدث فنحن الذين أبدعنا هذا الفن وسمونا به إلى الكمال فأعطينا للأدب العالمى والفن الإنسانى أثمن درة وأعنى بها «ألف ليلة وليلة» ويغلب القصص على عيون الكتب الأدبية عندنا فى مثلًا لأغانى وما إليها.وأوضح مطران أنه لا يستبعد أن تكون هناك مدارس فى النقد والأدب، وعلماء مصر سيتممون عمل المستشرقين، الذين أقول إنهم عاجزون عن إتمامه لبعدهم عن الروح العربية، ولأن بعضهم من غير وعى يعالج بطريقة العالم لا بروح الأديب الفنان ومن أجل ذلك لا يتغلغلون إلى صميم الأدب العربي.وبين مطران أن الأديب لا شك سيدنو فنه من الكمال المنشود، فالرخاء واليسر ضروريان لتقدم الفنون الجميلة، كما أن المسرح سيعكس حياتنا المخبوءة والظاهرة، ويعيد الحياة إلى تاريخنا المنسى، وسينشط كتابنا إلى تأليف القصص السينمائية، وكل هذا سيؤدى إلى تطور اللغة فإن تقدم اللغات ظاهرة تدل على حيوية الأمم والأدباء هم الذين يستطيعون وحدهم ترقية اللغات وبعث الحياة فيها.
مشاركة :