أنقرة- احتلت تركيا صدارة دول العالم في انتشار الأخبار الكاذبة، حيث اعتلت قائمة الدول التي يشتكي سكانها من انتشار الأخبار الكاذبة والمغلوطة، وفق تقرير لوكالة رويترز عن الأخبار الرقمية لعام 2018. وجاء في التقرير أن ما يقرب من نصف سكان تركيا (49 في المئة) قالوا إنهم واجهوا “أخبارا مزيفة”، في الأسبوع الذي سبق الاستطلاع. في المقابل، لم ترتفع النسبة في ألمانيا عن 9 في المئة. وتقول دراسة رويترز إن 38 بالمئة فقط من الأتراك يثقون في الأخبار التي تصدر في الصحف أو تبث على التلفزيون. وذكر مراسل “بي بي سي” في إسطنبول، مارك لوين، أنه في دولة مثل تركيا يصعب التمييز بين الحقيقة والخيال، مشيرا إلى أنه يتم استخدام المعلومات الكاذبة من أجل جلب المزيد من المتابعين. وتنتشر في تركيا “نظرية المؤامرة”، حيث سبق لمستشار رفيع المستوى للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن قال إن هناك مؤامرة من أعداء الرئيس لاغتياله باستخدام الطاقة الذهنية عن بعد. كما يعتبر الكثيرون أن العديد من العاملين في مجال التلفزيون هم “جواسيس”. وأوضحت “بي بي سي” أن 90 في المئة من وسائل الإعلام في تركيا موالية للحكومة، مشيرة إلى أن هذه البلاد تضم أكبر عدد من السجناء الصحافيين، كما أنها تحتل رقم 157 في مؤشر حرية الصحافة من بين 180 دولة. وكان صحافي تركي شاب قد أطلق، عام 2016، موقعا إلكترونيا مهمته التأكد من صحة الأخبار المنتشرة على الإنترنت. وخلال العامين الماضيين، نجح الموقع في تصنيف 526 خبرا “كاذبا”، جلها سياسي. وقال الصحافي محمد أتاكان فوكا إن موقع “تييت دوت أورغ” يعتمد على المهارات الصحافية والتكنولوجيا الرقمية لكشف القصص الزائفة، مشيرا إلى أن عددها يصل إلى 30 قصة يوميا. تنتشر في تركيا "نظرية المؤامرة"، حيث سبق لمستشار رفيع المستوى للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن قال إن هناك مؤامرة من أعداء الرئيس لاغتياله وأضاف فوكا قائلا “إننا بحاجة لتعليم الناس ومنحهم الأدوات للتحقق بأنفسهم من صدق الأخبار”، وفق تصريحات لـ”بي.بي.سي”. وتابع قائلا إنه خلال العامين الماضيين تم التحقق من زيف 526 قصة أغلبها سياسي وقد تم استخدام صور تم التلاعب بها أو مزاعم كاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي. وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا قصصا عديدة، منها السيدة المحجبة التي تعرضت صغيرتها للركل من متظاهرين مناوئين للحكومة التركية، وإشادة عالم اللسانيات الأميركي نعوم تشومسكي بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وصور جثث المسلمين تطفو في نهر في ميانمار، وفيديو لطائرة تركية تقصف موقعا كرديا في سوريا، ليتضح لاحقا أنها جميعا أخبار مزيفة. وحتى تقصي الحقائق يمكن استخدامه كأداة لتحقيق أهداف سياسية في تركيا، فأحد مواقع تدقيق الأخبار، والذي تديره كاتبة عمود في صحيفة “صباح” الموالية للحكومة وزوجها، يقوم بدلا من تحري صدق الأخبار والصور بمساندة موقف الحكومة ويعمل على نزع المصداقية عن المعارضين والمنتقدين. وقال فوكا “لا توجد حرية تعبير في تركيا فحتى مواقع تقصي الحقيقة تستخدم كدعاية، فهي سلاح آخر في يد الحكومة”. وتتهم الحكومة التركية وسائل الإعلام المحلية والأجنبية ببث أخبار كاذبة عند توجيه انتقادات لسياساتها. ودعا المتحدث باسم الحكومة التركية، بكر بوزداغ، في وقت سابق هذا العام، المواطنين والمقيمين في تركيا، التحلي بأعلى درجات اليقظة تجاه الأخبار الكاذبة والتحريضية التي يروَّج لها من قبل التنظيمات الإرهابية. وطالب بوزداغ، في تغريدات له عبر حسابه في موقع تويتر، بعدم استقاء الأخبار من غير مصادرها الرسمية.
مشاركة :