يلتقي نخبة مختارة من أهم المصورين العرب والأجانب في الشارقة، للإسهام في أنشطة فعاليات مهرجانها الدولي الفوتوغرافي للتصوير إكسبوجر الذي ستنطلق دورته الثالثة 21 من نوفمبر الجاري، في مركز إكسبو الشارقة. على مدار أربعة أيام متواصلة ومن بين 90 مصوراً عالمياً محترفاً، وأكثر من 600 صورة و30 معرضاً منفرداً، بالإضافة إلى 120 عملاً فوتوغرافياً في 6 معارض جماعية لكبرى المؤسسات الفنية والصحفية والإبداعية العالمية، ستظهر العديد من أسماء المبدعين الذين يشار إليهم بالبنان، ليبرز من بينهم اسم المصور العالمي الشهير معن حبيب، أحد أعضاء جمعية مصوري الصحافة الوطنية في الولايات المتحدة الأميركية الذي صقل مهاراته الاستثنائية في سرد القصص الاجتماعية من خلال الكلمات والصور الجذابة. ومن وجهة نظره، فإن أي صورة تحتوي على مشاهد دموية أو تنطوي على أي نوع من الإساءة أو الإهانة للأشخاص مثل تصوير حالات الاعتداء، هي أعمال غير صالحة للنشر العام، بل هذه مواضيع غير صالحة للتصوير أصلاً، وقد تسبب اضطرابات وأضراراً نفسية للمعنيين، والقاعدة هنا أن هنالك أخلاقيات مهنية تحكم المصورين الصحفيين، ولكن للأسف هناك بعض المصورين الذي يخالفون هذه القواعد ويعرضون الأشخاص والأحداث التي يصورونها للخطر لتحقيق مكاسب شخصية. مسيرة وحول بدايته في مجال التصوير والصحافة يقول: «استأنفت العمل في مجال الصحافة كمذيع أولاً عام 2004، موظفاً عشقي للتصوير الفوتوغرافي بروافده كافة في خدمة مسيرتي العملية، لأقرر من خلاله أن أجمع ما بين مهنتي وهوايتي الشخصية، واضعاً نصب عيني هدفاً ومستقبلاً، لتأتي بداياتي عام 2013 بتعلم استخدام تقنيات الكاميرا وأسرارها بشكل احترافي، محققاً بعد سنوات طوال أجزاء من حلمي في الوصول إلى خباياها وإمكاناتها الفنية، ملتقطاً العديد من الصور والأعمال الإبداعية بالأبيض والأسود، وعندما نظرت حولي أدركت حينها أنه يحيطني عالم مليء بالقصص والحكايات التي يمكن أن اختزلها عبر ومضات العدسة». وبحكم عمله صحفيّاً، يحاول رصد الحياة بمختلف تفاصيلها، ونقل كل حالة يصادفها بواقعية وصدق، مع الالتزام بأخلاقيات المهنة، إذ يؤمن بأن كرامة الإنسان الذي يظهر في صوره وهو في قمة مأساته أو حتى مجرد فكرة التلاعب بواقعية الأحداث، خطّ أحمر لا يمكن أن يتجاوزه. «الحياة في ظل الموت» وعن ماهية الأحداث أو التجارب التي شكلت مفترقاً مهماً في مسيرة معن حبيب المهنية والشخصية، يعبّر عنها: «كمصور صحفي في بلد مضطرب كالعراق، خضت العديد من التجارب والأحداث، منها مثلاً عملي الحالي على مشروع يسمى (الحياة في ظل الموت) الذي اضطررت من خلاله إلى السفر لمسافة 190 كم جنوب بغداد، حيث يوجد حقل كبير للنفط، تنتشر حوله مجموعة من القرى والتجمعات السكنية، ويعاني سكانها تسرب النفط والغازات السامة التي تسببت للسكان المحليين بأمراض عديدة، كما تؤثر على المواليد الجدد من الأطفال في تلك المنطقة وتصيبهم بتشوهات جينية أو أمراض رئوية مسرطنة، ما جعلني أركز شخصياً على هذا المشروع الإنساني». ويختتم: «إكسبوجر الشارقة يفتح أمام كل المهتمين بعالم التصوير من المحترفين والهواة فرصاً للقاء وتبادل الخبرات والاطلاع على مستجدات هذا المجال، ومن منبره أوجه نصيحة للمصورين الناشئين بأن الالتزام بأخلاقيات المهنة لابد أن يكون القاعدة رقم واحد في عرف المصور المحترف».
مشاركة :