ترجل الفارس.. وامتطى الشهم

  • 1/26/2015
  • 00:00
  • 23
  • 0
  • 0
news-picture

عاشت الرياضة السعودية مراحل بناء عديدة خلال العقد الماضي الذي تزامن مع قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ، حيث أطل الشباب السعودي على متغيرات ومنجزات تحققت من منطلق اهتمامه بالرياضة ـ رحمه الله ـ لأنه يدرك أن الشباب هم عماد المجتمع وقوامه، وتلقت خزائن جميع الأندية على حد سواء الدعم المادي كلاً حسب فئته وشيدت الملاعب الرياضية، وكان ملعب الجوهرة الأكثر جاذبية على الرغم من أن البناء والتشييد وظهور الملامح على أرض الواقع لم يتجاوز أشهراً قليلة. وإذا كنا ندرك أهمية تواجد الصروح العملاقة، فإن التفاعل الفكري بمختلف مجالاته أمر حتمي لأن المرحلة المقبلة يتعين أهمية الإرتقاء والتفاعل مع الظروف المحيطة خاصة ونحن نعيش مرحلة جديدة بعد أن استلم الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ مقاليد الحكم، وسلمان الشخصية السياسية والاجتماعية هو أيضاً رياضي وداعم لتلك الفئة، يبارك للجميع ويستقبل الأبطال ويثني على جهودهم ويحرص على تلمس احتياجاتهم وهذا نابع من بعد نظرته لشريحة الشباب والرياضيين قاطبة، أيضاً ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز هو الآخر يمتلك روحاً رياضية عالية ويحرص على مشاركة الرياضيين خلال المناسبات ولا يمكن أن نغفل عن الجهود التي يبذلها ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف لقطاع الأمن العام حتى بات حضوره رائعاً في كل المناسبات، وأمام تلك الحقائق فإننا نستشعر باستمرار مسيرة العطاء والتناغم بلاشك وسيشكل ذلك بنية جديدة مختلفة للاستقرار، ومن شأن سيتبعه رخاء اقتصادي في جميع الأصعدة لأن الاقتصاد لا يتنامى إلا على ضفاف الاستقرار، واللافت خلال الأيام الماضية أن أصحاب القرار يؤكدون في كل المواقف القدرة العالية من الحكمة والعقل لترتيب الأمور بشكل متوازن وبزمن قياسي .. وفي الطرف الآخر يثبت الشعب السعودي أنه رمز للوفاء. وفي ظل هذا التلاحم والانسجام المبني على جذور عميقة ليست وليدة اليوم ستبقى بلادنا بإذن الله بالعز محصنة. فهنيئاً لنا بهذه الصورة الجميلة وهنيئاً للرياضة السعودية بما تجده من الفارس عبدالله الذي ترجل، وامتطى الشهم سلمان صهوة القيادة، ما نحتاجه في هذا الوقت هو التفاعل للاستفادة من التدابير وما اختطه الملك عبدالله ـ رحمه الله ـ من إصلاحات ودعم لقطاع الرياضة والشباب وسيستمر الدعم ويتواصل العطاء في عهد سلمان لأن الأمور واضحة بتعدد القدرات والكفاءات، وإذا كان الهدف الرقي برياضتنا لن يتحقق ذلك حتى نسلخ عباءة الانفلات نقداً وطرحاً والذي بلاشك يؤثر على مسيرة العمل ونؤمن أن التعثر في بطولة عابرة لا يعني نهاية المطاف والدخول في دائرة الفشل ولكن يجب أن ننظر للأمور بمعيار أن ما حدث بداية التصحيح لمرحلة جديدة وخروج المنتخب السعودي من الصراع الآسيوي الأخير فرصة لبناء قاعدة متوقدة تترجم داخل الميدان وخارجه، أما التشكيك ورمي التهم على المسؤولين في قطاع الاتحاد السعودي تحديداً هذا ما يوسع دائرة الخلل وبالتالي يصعب علاج الإخفاقات والعشم كبير بوزير الإعلام لسد مثالب الاحتقان والوقوف بحزم لكي نعايش رياضة نقية بداية من انطلاقة القسم الثاني لدوري جميل وبقية منافسات كأس ولي العهد، وحينما يكون هناك نجاح على الصعيد الإداري داخل الميدان وخارجه وتفوق تحكيمي وتفاعل جماهيري وطرح إعلامي متوازن فإن الأمور ستسير على ناصية مرافئ النجاح الذي ننشده. آخر الكلام رحل القائد بعد عشر سنوات قضاها لخدمة البلاد، وترك وراءه شعباً أحبه بقدر حبه لهم، ودعنا بأجمل ابتسامة، وترك لنا إنجازات صعدت باسم المملكة لأعلى القمم.

مشاركة :