أكد الكاتب الفرنسي المعروف في صحيفة لوموند الفرنسية، ومراسلها في الشرق الأوسط بنيامين بارت، أنّ عزمي بشارة، النائب العربي الإسرائيلي السابق، والمفكر العلماني المعروف، يمتلك تأثيراً سلبياً واسعاً ومُتزايداً بما يبثّه من فتن بين دول الخليج العربي، بفضل إمبراطوريته الإعلامية والأكاديمية ودوره السياسي المُتعاظم في الدوحة كمستشار لأمير قطر، والمؤيد لدور واسع للإخوان في المشهد السياسي العربي، على الرغم من أنّه مسيحي ليبرالي علماني. وقال الكاتب في مقالة له في “لوموند”، إنّ عزمي بشارة، المثقف المكروه، قُدم إلى العالم كمرشد للمُعارضة السورية وثوار ليبيا، وكدمية تتحدّث باسم هؤلاء الثوار العرب، لكنّه في الحقيقة المُتحدّث الرسمي لقطر، والعائق الذي يقف في وجه تشكيل جبهة ضد إيران، فضلاً عن علاقاته الواسعة مع حزب الله اللبناني. وهو وفق رأي الكاتب بمثابة جورج سوروس العربي الملياردير اليهودي الأمريكي الأصل الذي عمل على زعزعة الاستقرار في أوروبا الشرقية والقوقاز تحتار ستار الأعمال الخيرية. بشارة (62 عاماً) الذي خدم في الكنيست الإسرائيلي ويؤيد دمج الفلسطينيين المقيمين في إسرائيل بشكل كامل عبر تحويلها إلى دولة لجميع مواطنيها هو مصدر إزعاج في الكثير من الدول العربية المُعتدلة، وهو مُحرض رئيسي في الحرب السورية التي ساهم بإشعالها وإذكاء نارها. وتحدث الكاتب عن تمويل قطر لعزمي بشارة، لإطلاق إمبرطورية إعلامية ضخمة، بعد محاولاته السيطرة على “الجزيرة” القطرية ذات الدور المعروف في خلق الفتن في العالم العربي، تشمل صحيفة العربي الجديد باللغتين العربية والإنجليزية، وشبكة التلفزيون العربي وموقع المدن، وقناة سوريا التلفزيونية، فضلاً عن خلايا عزمي الإلكترونية الفاعلة والمؤثرة خصوصاً في تويتر، والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الواجهة الأكاديمية لتلك الأنشطة التحريضية للرأي العام في الدول العربية. وتنتقد الصحيفة الفرنسية واسعة الانتشار عدم تطرق إمبراطورية عزمي إلى الشأن القطري، وإبراز مواقف المعارضة القطرية، على الرغم من تدخل تلك الإمبراطورية في كل ما يتعلق بالأوضاع الداخلية في بقية الدول العربية. وأجرت الصحيفة الفرنسية بالمقابل، لقاءً نادراً مع عزمي بشارة، نفى فيه عمله الرسمي لدى أمير قطر باستثناء دوره كـ”صديق مُقرّب” ومثقف يُبدي رأيه عندما يسأله الأمير، لكنّ الصحيفة تؤكد أنّ لبشارة تأثيراً غير محدود على أمير البلاد. من جهته، حمّل بنيامين بارت، عزمي بشارة، مسؤولية دعم قطر لجماعات الإسلام السياسي خاصة جماعة الإخوان الإرهابية، والمُتطرفين، مما عمل على تحويل ما أسماه “الربيع العربي” إلى أحداث وحروب دامية تسببت بمئات الآلاف من الضحايا الأبرياء كما في سوريا وليبيا، فضلاً عن التسبب باستدعاء التدخل الأجنبي من قبل تركيا خصوصاً، فيما ترسّخت إسرائيل كقوة عظمى في المنطقة.
مشاركة :