عاد أمير قطر تميم بن حمد من جديد لمواصلة ترديد ما ظل يردده في زيارته الخارجية ولقاءاته مع رؤساء الدول، والعزف على معزوفته النشاز التي لم تجد آذاناً صاغية لها منذ مقاطعة الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب لبلاده بسبب دعمها للإرهاب وتدخلاتها السافرة في شؤون دول المنطقة، عاد تميم إلى القول إن الحل الوحيد لأزمة بلاده مع دول المقاطعة يكمن في «احترام سيادة كل دولة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية».جاء ذلك في معرض رده على دعوة الرئيس الإيطالي سيرجيو متاريلا خلال مأدبة عشاء أقامها له في روما يوم أمس الأول الاثنين، إلى حل الأزمة القطرية عن طريق الحوار.لم يمتلك الأمير الجرأة أو الشجاعة للقول من الذي انتهك سيادة بلاده وتدخل في شؤونها الداخلية؟ وكيف كان ذلك التدخل؟ وما هي الأدلة عليه؟ وهل تقدمت قطر بشكوى من تلك التدخلات لجامعة الدول العربية مثلاً أو مجلس التعاون لدول الخليج العربية وهما المنظمتان اللتان تحظى الدوحة بعضويتهما؟، ولماذا لم تتحدث قطر من قبل عن تدخلاتها في شؤونها الداخلية إلا بعد المقاطعة لها.إن منطق الأشياء وتسلسل الأحداث الزمني يؤكدان تضرر الدول الأربع المقاطعة لقطر من تدخلاتها ودعمها للتنظيمات الإرهابية والدلائل أكثر من أن تحصى، فمصر مثلاً عانت من تدخلات قطر في شؤونها ودعم الجماعات الإرهابية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وتنظيم «داعش» الإرهابي الذي نفذ عمليات في سيناء أدت إلى استشهاد عشرات الأبرياء من القوات النظامية والمدنيين، وظلت قناة «الجزيرة» تحرض على الفتنة في مصر وكل هذا موثق وموجود بالدليل.أما البحرين فقد عانت هي الأخرى من تدخلات قطر السافرة في شؤونها الداخلية ودعم مجموعات طائفية لتغيير نظام الحكم، والتحريض على قلب نظام الحكم، ثم عمليات التجنيس التي طالت العديد من البحرينيين والإغراء بالمال والاستثمارات وفرص العمل وكل هذا أيضا موثق بالصوت والصورة، خاصة مكالمات حمد بن جاسم مع مجموعات مخربة ذات أجندة تخريبية إيرانية.وفي السعودية، لا يستطيع نظام «الحمدين» الإرهابي إنكار مؤامرته مع العقيد الليبي معمر القذافي لاغتيال الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز-رحمة الله عليه. فعن أي تدخل يتحدث تميم وهو الذي خالف كل الأعراف والتقاليد والمواثيق الدولية، في علاقات حسن الجوار واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. تصريحات تميم وهذيانه يؤكدان تمسكه بالمضي قدماً في سياسات بلاده التخريبية والمهددة لأمن جيرانه والمنطقة بأسرها، خاصة أنه دخل في حلف مع نظامَي إيران وتركيا اللذين لا تخفى مطامعهما في المنطقة.
مشاركة :