يدرك سيّد الكرملين أن إطلالاته الدولية على مسائل العالم شديدة الصلة بحراكه على المسرح السوري الذي يستثمر به هذه الأيام جيشا من الدبلوماسيين بعد أن استثمر ما يلزم من الجنرالات وقوة النيران. وربما حري التسليم بأن بوتين لن يترجل من القمة التي أوصلته إليها الرافعة السورية بارتكاب زلّات استراتيجية قد تغرقه في المستنقع الليبي، وأن مسارعة موسكو، وافراطها، في نفي تواجد قواتها بالقرب من ليبيا، يمثّل رسالة روسية مضادة هدفها إبلاغ من يهمه الأمر، لا سيما واشنطن، أن أمر ليبيا قد يغري موسكو، لكنه ليس أولوية وجودية يدافع عنها الكرملين، وأن روسيا لن تسمح للضجيج الليبي أن ينتج نشازا يشوّه العزف في سوريا. محمد قواص صحافي وكاتب سياسي
مشاركة :