وقعت عيناي على قطعة من الأدب والمناجاة، أرسلها لي أحد الأصدقاء.. تمعنت في مضمونها وفي ثناياها، رغبت بأن أشرك القارئ العزيز بها، وعنوانها يختصر ما بداخلها وهو: هل تتغير عندما تتجاوز الأربعين أو الخمسين أو الستين أو بعد التقاعد؟… الإجابات كلها تقريبا أجابت بنعم، ولكن يستحسن الاطلاع عليها قبل إصدار الحكم، لأنها مليئة بالعبر والحكم والخبرة، وهي بالنهاية عصارة تجربة أنتجت قيماً وثقافة إنسانية جديدة، يعني التغيير صار للأفضل ارتفع مستواه وخلاصته. ـ «نعم لقد تغيرت، إنني أعمل كل ما يجعلني أشعر بالسعادة، وأن استمتع بحياتي، فالعمر يمضي وأولادي جزء من حياتي، وليس كل حياتي، وأن أستمتع بعلاقتي مع اللَّه، وأكثر من طاعتي، فبعد موتي كم من سيذكروني؟.. ولمتى؟.. وبالتالي فهمت أني أنا المسؤول عن سعادتي في الدنيا والآخرة». (انتهى الكلام المنقول). ـ أعود للقول أنا لم أتغير؟… كبرت ودرست بتعبي وحصلت على شهادات عليا ودكتوراه وشهادات زمالة ثلاث، وعُينت كطبيب أسنان ثم ترقيت ومارست مهنة التدريس الجامعي.. لكنني حوربت مع ذلك لم أتغير. ـ واجهت الكثير من العواصف والمتاعب والمشقات حتى من أقرب الناس لي، وصدمت من مواقفهم، ولم تكن أسئلتهم تخطر على بالي ولو بلحظة؟.. وبالرغم من ذلك لم أتغير. ـ لدي ملف كتبت فيه خبيرة درست وراجعت شهادات أطباء أسنان ثبت لديها أنني الوحيد من ضمن 34 طبيباً، الذي يحمل شهادات صحيحة.. لم أتغير، لكن وصلت إلى قناعة أنه مهما عملت وبإخلاص يظهر لك أناس يعملون بالكواليس لهم صوت مسموع يقلبون الحق إلى باطل والباطل إلى حق.. حتى لو كان كلامك صحيحاً، ولديك كامل الحق يخرج من يضع العصي في الدواليب، وأنت تدفع الثمن وغيرك يحصد المزايا والمكاسب. ـ حصلت معي أشياء جعلتني في حيرة وسؤال دائم: لماذا هناك من يدفع الثمن فقط لأنه لا يتمتع بدعم؟ سأبقى كما أنا، ولن أغير جلدي وقناعتي ومبدئي، فقد ولدت حراً وسأبقى بعون من اللَّه وإيمان كبير به، وسأكمل تحصيل علمي لنيل الدكتوراه بالقانون، بعد أن نلت شهادات الزمالة والعلوم الطبية والليسانس والماجستير بالحقوق… مهما واجهتني في هذه الدنيا من مصاعب، وهنا استذكر قول شاعرنا: قَف دون رأيك بالحياة مجاهداً إن الحياة عقيدة وجهاد رحمك اللَّه يا أحمد شوقي كنت وما زلت لسان حالنا. د. إبراهيم بهبهانيebraheem26.combabhani26@
مشاركة :