هل تغير رمضان أم نحن تغيرنا؟

  • 4/21/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بالتأكيد إن الزمان لم يتغير، وإن نفحات رمضان هي هي، ولكن نحن الذين تغيرنا، فالغاية من الصيام هي تحصيل التقوى كما قال تعالى [لعلكم تتقون] ولكن همم الناس في تحصيل معاني التقوى مختلفة ومراتبهم في ذلك متفاوتة، فمنهم من جعله موسماً للازدياد من الطاعة والقربات، ومنهم من جعله موسماً لارتياد الأسواق ومتابعة المسلسلات والقنوات الفضائية قد نذرت نفسها طوال العام لهذا الشهر، وأصبح رمضان وللأسف موسماً مهماً لعرض المسلسلات وبرامج المسابقات والجوائز، قال تعالى (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا) بالرغم أن هذا الشهر من مضمونه ألا وهو التقرب إلى الله بالطاعات والعبادات. فأقول لماذا لا نغير من واقعنا ومن بعض عاداتنا في هذا الشهر،نعم والله إن اليوم الذي يمضي لا يرجع، ورمضان إذا مضى لا يعود، وما من أحد إلا سيندم على ما فات، إن كان فعل خيراً سيندم إن لم يكن قد استزاد، وإن فعل شراً سيندم إن لـمْ يتب، قال تعالى: [حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت]نحن الآن بحاجة إلى صحوة إيمانية وروحية في هذا الشهر الكريم؛ لتكون نقطة الانطلاق في هذا الشهر وبداية لإنطلاقة جديدة ولكي تنعكس علينا في بقية العام، إذاً عندما يصبح همُّ المسلم أن يؤدي العبادات بطريقة شكلية دون الالتفات إلي مقاصدها الشرعية ودون إحداث تغيير في أخلاقه فلا يجد للعبادة ثمرة، ولا يجد حلاوة الإيمان، وتجد انفصاما في شخصية بعض المسلمين، فقد تجده شخصًا كثير الصلاة والصيام والحج والاعتمار، وفي الوقت نفسه لا يُؤتَمَن علي شيء، ولا يتحَرَّى الصدق، ويُسيء معاملة الآخرين، وتجده قليل الصبر عند البلاء؛ فهو إذا لم يتغير بعبادته ولم يستفد من أدائها فهذا لم يستفد من درس الصيام، ولنستشهد بأن رمضان شهر القرآن: قال تعالى:{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} وأخيراً نقول فالصيام الذي يؤدي إلي تغيير في الصائم وارتقاء في طبقات بنيانه هو الصوم المطلوب ومن هنا فالتغيير أمر حتمي. وليس فقط مجرد الامتناع عن الطعام والشراب والمفطرات في نهار رمضان، ولكن المقصود هو أن يحدث الصيام فينا تغييرًا. اسأل الله سبحانه أن يجعلنا من عتقاء هذا الشهر الكريم من النار وأن يغير حالنا من حال الى أحسن حال، وإنه سميع مجيب، وبالإجابة قدير. واخيراً، سبحان الله مضى الاسبوع الاول سريعاً وهذا مؤشر سرعته يظهر لنا فلنتفرغ للعبادة والطاعة خلال ما تبقى من رمضان ونقتنص الفرصة فلعلنا لا ندرك أيامه القادمة اللهم بلغنا ما تبقى من رمضان في الخيرات وبلغنا قيام ليلة القدر واجعلها خيراً لنا من ألف شهر، واجعلنا ممن يقومها إيماناً واحتساباً فتغفر لهم كل الذنوب. *همسة* تغيير الحال لا يكون بالتمني والأماني، ولكن بالعمل الجاد والنية الخالصة والسلوك القويم وقوة إرادة ، فمن أراد أن يصل إلى بر الأمان وشاطئ السلامة فعليه أن يعد الزاد من التقوى والعمل الصالح، وأن يحكم السفينة ويتعهد الراحلة، وإلا كان كما قال القائل: ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها --- إن السفينة لا تمشي على اليبس

مشاركة :