أكد المهندس خالد الفالح؛ وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، أن المشاريع العملاقة التي تفضل بتدشينها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ستدعم بشكل مباشر المواطن السعودي والمنطقة، وتمثل إنجازا كبيرا، مشيرا إلى أنه "من الظلم إطلاق مسمى (مشروع) لهذا البرنامج الضخم الذي يحتوي على عدة مشروعات متكاملة". وأوضح على هامش تدشين مشروعات وعد الشمال الصناعية، أن المشروعات تتعدد بداية من المناجم إلى مرافق التصدير واستخراج غاز من مكونات جيولوجية صعبة، فضلا عن جلب الكبريت من أطراف المنطقة الشرقية إلى منطقة الحدود الشمالية وتصنيع الأسمدة، إضافة إلى شبكه القطارات ومحطة الكهرباء سواء كانت من الغاز المستخرج من المنطقة أو من الألواح الشمسية، ما يؤكد المهنية العالية والاحترافية لإنشاء هذه المدينة. وأشار إلى أنها تعتبر من أفضل المشاريع وفق أعلى المعايير، ملتزمة بالتوقيت المناسب والميزانية المخصصة، مبينا أن كل المصانع في المرحلة الأولى عملت بحسب الجدول المعد وبالطاقة المرسومة لها. وبين أن المملكة بدأت تصدر الفوسفات، وما زال لدينا العديد من المشاريع مثل مشروع رأس الخير الذي دشنه خادم الحرمين الشريفين العام الماضي، ومجموع هذه المشاريع تعطينا طاقة إنتاج 9 ملايين طن سنويا، وهذا يجعل المملكة المصدر والمنتج الثاني للفوسفات في العالم. وأكد، أن الإنجاز كان إعجازيا ومحفزا لكل المؤسسات الوطنية، كما يثبت للعالم أن المملكة ليست قادرة على تنفيذ رؤية 2030 فقط وإنما على المضي قدما باتجاه العديد من المشاريع بمثل هذا الحجم والتوقيت وتنفيذه بكل دقة وفق أعلى المعايير. وأوضح أن للمشروع فوائد غير مباشرة للمنطقة الشمالية، وسينتج عنها نمو في قطاع العقار ونمو في قطاع التعليم والتجارة وفي القطاع الصحي والقطاع السياحي، ونمو في القطاع المصرفي والتأمين، وبالتالي له العديد من الفوائد على الناتج بشكل غير مباشر، بنفس ثورة النفط والبترول في المنطقة الشرقية قبل عدة عقود ماضية. وحول نظام التعدين الجديد، قال إنه سيدخل حيز التطبيق خلال النصف الأول من 2019 ، مبينا أنه تم عرضه على المستثمرين مع إجراء بعد التعديلات، وسيرسل إلى مجلس الشورى لأخذ الرأي فيه، ومن ثم الانتهاء من اللمسات الأخيرة. وأشار إلى أن النظام من أفضل الممارسات العالمية في قطاعات التعدين، إذ يحفز الاستثمار ليس فقط في التعدين من ناحية الاستخراج وإنما من ناحية الاستكشاف، ولا يستهدف فقط الشركات الكبرى وإنما صغار المستكشفين والشركات الصغيرة التي لديها مرونة وقدرة أعلى على استكشاف الموارد المعدنية والطبيعية ومن ثم تحويلها إلى شركات أكبر لاستغلالها، كما أن النظام صارم جدا من ناحية المدة المتاحة للإدارات الحكومية للبت في منح الرخص. وأضاف، "كنا نعاني تعدد الأطراف التي تتداخل في إصدار الرخص التعدينية التي كانت تأخذ إصدار الرخصة وأخذ الموافقات من كافة الجهات أشهر طويلة، والآن تم تقليص كثير من الوقت وأصبح الوقت معقولا لأقل من 30 يوما يحددها النظام للموافقة أو الاعتراض من قبل الجهات الحكومية التي كانت تأخذ مدة سنة في بعض الأحيان". وكشف عن مناقصة قريبة سيتم طرحها في الأسابيع القليلة المقبلة لبرنامج استكشافي كامل، وأيضا وضع قائمة معلومات رقمية ستتيح لأي مستثمر أينما كان في العالم بالاطلاع على المناطق المتاحة للاستكشاف التعديني، ما يعمل على زيادة عدد المستكشفين. وقال "سنرى بداية الإقبال على قطاع التعدين في المملكة بصورة أكبر في 2020 وستكون بداية 2019 مرحلة جديدة في بناء قوائم المعلومات وفق برنامج الاستكشاف وطرح النظام الجديد للتعدين للمستثمرين". ولفت إلى أن هناك ممكنا آخر سيتاح للتمويل وهو صندوق التنمية الصناعي الذي سيضاعف رأسماله إلى 40 مليار ريال خصصت له 10 مليارات لقطاع التعدين سابقا، وسيخدم الصندوق ثلاثة قطاعات مهمة: أولا الصناعة وثانيا التعدين وثالثا القطاعات اللوجستية الذي سيخدمه الصندوق بشكل تكاملي يعكس توجه المملكة لرؤيتها التنموية 2030 التي تركز على التكامل بين قطاع الطاقة وقطاع التعدين والصناعة والخدمات اللوجستية، وبتوفير كافة الخدمات من بنية تحتية وتمويل للصادرات، من خلال استحداث بنك جديد هو بنك الصادرات. من جانبه، قال المهندس أمين حسن الناصر رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، إن إسهام أرامكو السعودية تركز في هذا المشروع باستثمارات بلغت أكثر من 10 مليارات ريال لتطوير أول منظومة في المملكة وفي المنطقة العربية لإنتاج وتوريد الغاز غير التقليدي. وأوضح، أن المنظومة بدأت بإنجاز أول معمل في مايو 2018م بطاقة تقدر بنحو 55 مليون قدم مكعبة قياسية يوميا، وسيتم خلال الشهور المقبلة خلال عام 2019م إضافة أربعة معامل كي يرتفع الإنتاج تدريجيا إلى أكثر من 190 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم. وأكد أن هناك عدة عناصر رائدة تميز مشروع تطوير منظومة الغاز غير التقليدي لوعد الشمال، منها على سبيل المثال أنه أول مشروع للغاز في المملكة يتم فيه استخدام كامل أنابيب خطوط الجريان وهي بطول 300 كيلومتر من مواد لامعدنية، وهذه المواد لها ميزة في الاستدامة وخفض تكاليف الإنشاء والصيانة. كما أن أعمال التحكم والسيطرة لمنظومة إنتاج الغاز عبر تقنيات غاية في التطور الرقمي وتشمل شبكة تتضمن 50 بئرا، ومرافق إنتاج ومعالجة تنتشر على أبعاد تراوح بين 70 و 120 كيلومترا من مجمع وعد الشمال.
مشاركة :