ذكرت وسائل إعلام يابانية أمس أنّ كارلوس غصن الرئيس السابق لمجموعة "نيسان" قلّل بيانات دخله بنحو 71 مليون دولار، وهو أكثر بكثير مما جرى الحديث عنه في البداية. وغداة إقالته من منصبه كرئيس لمجلس إدارة مجموعة نيسان، يحتمل أن يواجه الملياردير الفرنسي البرازيلي من أصل لبناني الآن اتهاما جديدا من الادعاء العام ليتواصل بذلك هبوطه المذهل من قمة إدارة الأعمال في العالم حيث كان يحظى باحترام واسع، وربما يواجه عقوبة السجن لمدة عشر سنوات. ومع توارد فصول هذه القضية التي أحدثت صدمة في عالم صناعة السيارات، أكدت فرنسا واليابان مجددا دعمهما لمجموعة رينو-نيسان الرائدة في هذا المجال. وبحسب "الفرنسية"، أوقفت السلطات اليابانية الإثنين الماضي غصن بعد أنّ اتهمته مع المدير التمثيلي لنيسان جريج كيلي بتقديم كشوفات تقلل عن دخله الحقيقي "خمس مرات بين حزيران (يونيو) 2011 وحزيران (يونيو) 2015" معلنا عن مبلغ إجمالي بقيمة 4.9 مليار ين "نحو 37 مليون يورو" بدلا من عشرة مليارات ين. لكن السلطات تشتبه الآن في أنّ غصن قلّل بيانات دخله بثلاثة مليارات ين أخرى للسنوات المالية الثلاث التالية، حسبما أفادت صحيفة أساهي شيمبون وصحيفة نيكي الاقتصادية اليومية. وأشارت الصحيفة إلى أن المدعين يخططون الآن لإصدار مذكرة إعادة توقيف بحقه بتهمة تقلّيل دخله بما يصل إلى ثمانية مليارات ين "71 مليون دولار" منذ حزيران (يونيو) 2011. وبموجب القانون الياباني، يمكن أن يواجه المشتبه فيهم الموقوفون مذكرات اعتقال إضافية، ما يمكن أن يعرضهم لمواجهة تهم أكبر. من جهتها، ذكرت صحيفة "نيكاي" أنه يشتبه أيضا في أن غصن لم يبلغ عن تحقيق أرباح بقيمة أربعة مليارات ين من خلال حقوق ارتفاع قيمة الأسهم، وهي طريقة تمنح الشركات مكافأة على الأرباح القوية. وأضافت وكالة الأنباء اليابانية "كيودو" أن شركة نيسان دفعت مبلغ 100 ألف دولار منذ 2002 لشقيقة غصن التي لا يوجد سجل لتقديمها أي عمل استشاري للمجموعة. وقال شين كيكيموتو نائب المدعي العام "إنّ قضية غصن تعد من أخطر أنواع الجرائم بموجب قانون الأدوات المالية الياباني". واكتسب غصن "64 عاما" شهرة بعد إعادة هيكلته مجموعتي رينو ونيسان منذ نهاية التسعينات عندما هبت "رينو" إلى نجدة مصنع السيارات الياباني في 1999 وكلفت غصن خفض التكلفة والوظائف في عملية ضخمة لإعادة هيكلة الشركة. من جهته، أكد تييري بولوريه نائب مدير مجموعة رينو الفرنسي الذي يتولى رئاسة الشركة بعد توقيف كارلوس غصن، أنه "يريد الحفاظ على مصالح رينو" والتحالف مع فرعها الياباني "نيسان". وأضاف في رسالة بالفرنسية وجهت إلى الموظفين الـ 180 ألفا في المجموعة "سأحرص على ضمان استقرار المجموعة والحفاظ على مصالح مجموعة "رينو" واستمرارية التحالف، يمكنكم الاعتماد على التزامي الكامل".
مشاركة :