اختاره التنظيم آمراً لإحدى الكتائب في ولاية الفلوجة لبروزه في فترة قصيرة ودوره الفعال في منع القوات العسكرية العراقية من التقدم صوب المدينة. أبو نجم هكذا يكنيه تنظيم داعش الإرهابي المنهزم في العراق وسورية، يكشف للقضاء أسراراً كثيرة عن ولاية الفلوجة وعن دور قيادات التنظيم في ساحات الاعتصام وعن الأسباب التي دفعت التنظيم للتحرك باتجاه القائم. والذي تم قصفه من قبل طيران الجيش، مؤكداً تلقيهم أوامر بعد عمليات التحرير بالرجوع من سورية للعراق وتكوين مضافات خارج المدن لتشكيل مفارز عسكرية وتنفيذ عمليات ضد أهداف تم اختيارها مسبقاً. يَمثُل أمام القضاء العراقي المتهم كامل طلال العيساوي والبالغ من العمر 32 عاماً ويدلي باعترافاته أمام قاضي التحقيق المختص بنظر قضايا الهيئة التحقيقية في قيادة عمليات بغداد. أبو نجم: تلقينا أوامر بالعودة إلى الكرمة لمحاولة النهوض مجددا ويقول الإرهابي: "كنت أعمل فلاحاً قبل أن ألتحق بصفوف التنظيم عن طريق شخصين كانا ينتميان لجيش المجاهدين قبل أن يبايعا تنظيم داعش تعرفت إليهما في السجن عندما اعتقلت بتهمة الانتماء للتنظيمات الإرهابية قبل ظهور داعش، وأخذ الشخصين مني تعهداً بالانتماء لهم ومقاتلة القوات العراقية بعد خروجي من السجن". ويضيف العيساوي، بعد خروجي من السجن كانت التظاهرات المناهضة للحكومة بما يعرف بساحات الاعتصام قائمة وقد بدأت في الفلوجة والأنبار وكان أغلب قيادات التنظيم مشاركين بتلك الاعتصامات وكان لهم دور كبير في حث الشباب على المشاركة فيها لغرض إسقاط الحكومة وقد شاركت فيها وبشكل فاعل. يتابع، أثناء ذلك أعلن الخليفة المزعوم أبو بكر البغدادي تشكيل تنظيم داعش الذي كان قد سيطر على عدد كبير من المناطق في سورية وليبيا والصومال وأفغانستان ونتيجة لذلك واختلال الوضع الأمني تمت السيطرة على الفلوجة وقضاء الكرمة وعلى أغلب المقرات الحكومية بما فيها أسلحة وعتاد الثكنات العسكرية التابعة للجيش العراقي. عقب ذلك، زارني إلى داري الشخصان اللذان التقيت بهما في السجن وكانا قد بايعا التنظيم وكان أحدهما يشغل منصبا إداريا لكتيبة التوحيد في ولاية الفلوجة والآخر أميراً لقاطع الكرمة وأخذوا يحدثوني بضرورة الانتماء للتنظيم، وبالفعل انتميت وقد رددت البيعة أمام ولاي الكرمة المدعو أبو محمد القاضي. ويتحدث الإرهابي عن ولاية الفلوجة وكيفية إدارتها، حيث إن ولاية الفلوجة تتكون من قواطع عدة وهي قاطع الكرمة وقاطع الرشاد وقاطع اللهيب وقاطع الصبيحات وقاطع العبادي وقاطع السجر وقاطع الداخل، وكانت تدار من قبل والي الولاية والمكنى أبو عمر الخليفاوي وعسكري الولاية المكنى أبو طيبة وأمني الولاية أبو حسن والشرعي العام للولاية أبو خطاب وإداري الولاية أبو يقين. ويستطرد، تم تكليفي من قبل والي الفلوجة للعمل ضمن المفارز العسكرية لكتيبة التوحيد التي وزعت بشكل نقاط عسكرية تمتد على طول ساتر المواجهة مع القوات العسكرية العراقية وكانت مهمتها صد الهجوم لهذه القوات ومنع تقدمها. ويشير العيساوي إلى أن التنظيم سيطر على كل الدوائر والمؤسسات بل صادر عقارات تابعة لمنتسبين في الأجهزة الأمنية وأعلنوا بيانات مفادها الطلب من المنتسبين الذين كانوا في الأجهزة الأمنية من أبناء مناطق الفلوجة والقرى المحيطة بها بالتوجه للمساجد وتقديم التوبة وتسليم أسلحتهم وبدأت المساجد بحث الناس للانخراط في صفوف التنظيم. وزاد، التنظيم أخذ بالتوسع والسيطرة على المناطق المجاورة للفلوجة وصولاً إلى مناطق محاذية للعاصمة وكانت القوات العراقية تحاول التقدم إلا أننا نقوم بمواجهتها ومنع هذا التقدم. بعد الدور الفعال الذي قدمه المتهم كامل طلال في التصدي للتقدم من قبل القوات العسكرية العراقية وبروزه خلال فترة قصيرة عين بمنصب آمر كتيبة التوحيد في ولاية الفلوجة بعد أن أبلغه العسكري العام لقاطع الكرمة بتكليفه بالمنصب من قبل والي الولاية. ويوضح الإرهابي، أن كتيبة التوحيد تضم نقاط عدة موزعة على طول خط الصد مع القوات العسكرية مهامها التصدي لأي تقدم ومنعه وكانت الكتيبة تضم من 70 - 80 مقاتلاً يعملون تحت إمرتي وكانت لدي مفارز تعيق تقدم القوات وهي عبارة عن عجلات تحمل أسلحة أحادية ومفارز إسناد مدفعي ومفارز للهاون. ويذكر أبو نجم، بعد اشتداد المعارك استدعى التنظيم مقاتليه من ولاية الجنوب وولاية شمال بغداد إلا أن القوات العسكرية أخذت بالتقدم وقد تمت محاصرتنا داخل الفلوجة وتعرضنا للقصف من قبل الطائرات وأدى ذلك لخسائر كبيرة وصدرت أوامر بالانسحاب إلى القائم. حيث تم تجهيز رتل مكون من 2000 إلى 2500 عجلة محملة بالأسلحة والاعتدة والطعام للتوجه للقائم. ويكشف الإرهابي أن الرتل كان بقيادة والي ولاية الفلوجة وكنت أنا داخل إحدى العجلات في وسط الرتل وبالفعل تحركنا الساعة الثامنة مساءً باتجاه القائم إلا أننا توقفنا في منطقة الرزازة لصعوبة اجتياز الطريق كونه طريقاً مائياً زلقاً لحين تجهيز طريق بديل. ويستدرك، لكننا فوجئنا بتعرضنا للقصف من قبل الطائرات العراقية التابعة لطيران الجيش حيث تم قصف منتصف الرتل ومن ثم المقدمة وأخذ القصف بالاستمرار لغاية صباح اليوم الثاني قتل على إثره ما يقارب الـ800 مقاتل وأنا تعرضت للإصابة في منطقة الرأس واليد اليسرى واستطعنا الهرب أنا ومن نجا باتجاه القائم ومكثت هناك حتى تعافيت ومن ثم انتقلت إلى البو كمال السورية. عقب ذلك وبعد انتهاء عمليات التحرير وسيطرة القوات العسكرية العراقية على كل المناطق والمدن التي كان يسيطر عليها التنظيم تم تعيين والياً جديداً للفلوجة خلال تواجدنا في سورية. ويكشف أبو نجم، تلقينا أوامر من قبل الوالي الجديد مطلع 2018، تقضي هذه الأوامر بالعودة إلى العراق وتحديداً إلى الكرمة لتكوين مضافات خارج المدن وتشكيل مفارز عسكرية لتنفيذ عمليات ضد أهداف تم اختيارها وهي مواقع عسكرية ومنتسبين للأجهزة الأمنية. ويؤكد، استطعنا العودة وتشكيل مفرزة عسكرية وقد اتصلت بشقيقي الذي كان منتمياً للتنظيم لكنه لم يغادر العراق لأن أحداً لا يعلم بمسألة انتمائه وطلبت منه جلب أسلحة لنا والتي كنا قد خبأناها قبل مغادرتنا العراق وهي عبارة أجهزة كاتمة ومتفجرات وأسلحة متوسطة وناظور وكاميرات للتصوير. ويبين الإرهابي أن القوات الأمنية استطاعت اكتشاف أمرنا وقد حاولنا تهريبها إلى شمال العراق من ثم إلى تركيا لكن المحاولة باءت بالفشل لعدم المقدرة على الدخول إلى تركيا ومن ثم عدت إلى الأنبار وقد تم القبض عليّ.
مشاركة :