عندما بدأ الحديث عن إنشاء تحالف دولي لضرب تنظيم «داعش» وإرهابه، ارتفع صوت النظام السوري من أعلى الهرم إلى أسفله معترضا على أي عملية عسكرية يقوم بها التحالف في الأراضي السورية وذهب باعتراضه حد الصراخ والتهديد بإسقاط أي طائرة أجنبية تدخل الأجواء السورية. أعلن التحالف وبدأ العمل العسكري ضد «داعش»، غارات تضرب مقار التنظيم في العراق وسوريا وصواريخ التوماهوك تعبر من فوق قصر المهاجرين لتدك حصون «داعش» ومن يماثلها.. وفجأة تخرج صحيفة سورية ناطقة باسم النظام معنونة في صفحتها الأولى «الولايات المتحدة وحلفاؤها في خندق واحد مع سوريا».. ليخرج بعدها فيصل المقداد واروكسترا الإعلام البعثي ليؤكدوا أن الضربات التي قام بها التحالف في سوريا قد تم التنسيق حولها مع النظام، وأبعد من ذلك ذهب البعض منهم ليتحدث عن انتصارات وهمية بدأ يحققها النظام على الأرض ضد المسلحين والمعارضة، حتى بات الأمر من وجهة نظرهم أن التحالف يخوض المعركة في الجو والنظام يخوضها على الأرض. أيام كانت بمثابة الفسحة للنظام السوري وأبواقه ليجعلوا الأبيض أسود والماء الآسنة زلالا، حتى خرج عليهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ككابوس منتصف الليل من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة ليقول لهم ولكل العالم: «لا تنسيق في الضربات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي في سوريا ضد «داعش» مع النظام السوري، لم يحصل أي تنسيق ولن يحصل أيضا في المستقبل، فهذا النظام فاقد للشرعية». وما أن انتهى الوزير كيري من تصريحه ليخرج وليد المعلم «شماعة النظام» مبررا ما لا يبرر ليقول: «لا تنسيق عملياتيا مع أمريكا وحلفائها في ضرب «داعش» في سوريا، ناسفا ما تعب المقداد وأشباهه في تأكيده قبل أيام ولينكفئ النظام خلف أكاذيبه وخيباته فإذا بانتصاراته على الأرض تصبح نكتة في القلمون مع سيطرة الجيش الحر على الجبة وعسال الورد، وأكذوبة في دير الزور مع تأكيد القيادات العسكرية للجيش الحر أن الحديث عن السيطرة على مطار دير الزور كذبة ما بعدها كذبة. على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، كانت خلاصات الرؤى للطريق التي تسلكها الأزمة السورية فكلمات الزعماء الدوليين عربا وعجما كلها تحدثت عن ضرورة ضرب «داعش» وأن يكون هذا الاجتثاث مرافقا بالتوازي والتكافل مع اجتثاث رحم هذا الإرهاب وهو النظام السوري. ما بين نفي الوزير كيري وكذب الأسد وتبرير المعلم، تفاصيل لنهاية محتومة لنظام لم يتقن يوما سوى الإرهاب والكذب.
مشاركة :