واشنطن - يتعمّد الكثير من المطورين الاستفادة قدر المستطاع من التطور التكنولوجي في الدفع بعجلة النقل لاسيما في عالم الطيران نحو الولوج إلى عوالم ومفاهيم جديدة تقطع مع عصور قديمة كانت الدواب الوسيلة الأكثر انتشارا والأشد بُطْئا فيها. ودخلت العديد من الدول سباقا محموما من أجل تصنيع شركاتها لطائرات أشد سرعة وأقل استهلاكا للوقود وللصوت، حيث كشف في الفترة الأخيرة عدد من المصنعين عن نماذج جديدة يعتزمون إطلاقها في المستقبل القريب كبدائل لطائرات الحالية. ومن بين هذه النماذج الجديدة طائرة تعتزم وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” تصنيعها لتمثل بذلك جيلا جديدا من الطائرات الأسرع من الصوت، مستخدمة تكنولوجيا الصوت المنخفض. وتحظى التجربة التي أطلقت عليها اسم “أكس بلين” باهتمام الجميع ولا سيما المسافرين الراغبين في الانتقال من نيويورك إلى لوس أنجلس في ساعتين، إذ تقطع هذه الطائرة مسافة قدرها 940 ميلا في الساعة، بحيث تصبح قادرة على كسر حاجز الصوت غير متسببة في حدوث تلك الضوضاء المزعجة التي لا يستطيع البشر تحمل شدة صوتها. وبحسب مجلة “وايرد” الأميركية، فإن صوت الطائرة من المتوقع أن يكون أقرب لصوت إغلاق باب السيارة بدلا من تلك الأصوات المزعجة التي يصدرها عادة مثل هذا النوع من الطائرات. أكس بلين تحلق على ارتفاع 55 ألف قدم، وهي مسافة أعلى بمقدار 4 أميال من المسافة التي تحلق بها الطائرات التجارية وأرسلت ناسا عقدا تبلغ قيمته حوالي 245 مليون دولار أميركي لشركة “لوكهيد مارتن”، لتصمم وتصنّع طائرة أكس بلين، حيث ستستخدم تقنياتها بهدف اختبار إطلاق طائرات من هذا النوع لأغراض تجارية. والفرق الرئيسي بين هذه الطائرة والطائرة التجارية هو أن أكس بلين تحلق على ارتفاع 55 ألف قدم، وهي مسافة أعلى بمقدار 4 أميال من المسافة التي تحلق بها الطائرات التجارية. وتم تصنيع الطائرة لأغراض علمية بحتة، والتي يتضح من خلال تصميمها وأبعادها إذ يبلغ طولها حوالي 96 قدما، أنها قادرة على استيعاب شخص واحد فقط داخلها. ومن المتوقع في غضون العشر سنوات القادمة، تطوير تكنولوجيا هذه الطائرة لتقل الركاب والمسافرين المدنين. وقد يكون من الصعب على القراء الشباب تخيّل مثل هذه التكنولوجيا، ولكن جيل الثمانينات فوجئ أيضا بمثل هذه الطائرات التي تم إطلاقها سابقا والمسماة “الكونكورد” التي كانت تسير بسرعة 1.354 ميل في الساعة، أي أسرع من أكس بلين بمقدار 400 ميل في الساعة. ولكن إنتاج الكونكورد توقف في عام 2003 بسبب زيادة تكاليف الصيانة. وهناك أيضا نموذج تم الإعلان عنه مؤخرا من المتوقع أن يعيد وضع مفاهيم جديدة لتقنية الطيران، حيث نجح علماء أميركيون، بعد قرابة 115 سنة من اختراع أول طائرة، في تطوير تقنية جديدة للطيران تتمثل في طائرة صغيرة خفيفة بلا ضوضاء تحلق دون أجزاء متحركة كالمراوح أو شفرات التوربينات. وقال ستيفن باريت، مهندس الطيران في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، “هذه هي المرة الأولى التي تحلق فيها طائرة دون أجزاء متحركة”. وأضاف باريت، الذي أشار إلى إمكانية إنتاج طائرات دون طيار شبه صامتة خلال بضع سنوات، “أحاول أن أتجنب المبالغة، ولكن ثمة احتمالات مثيرة هنا بالفعل”. وتابع “على المدى الطويل، آمل في وجود طائرات فائقة الكفاءة شبه صامتة وخالية من أسطح التحكم المتحركة كأجهزة التوجيه أو الإقلاع، وبغير نظام دفع متحرك مثل المراوح أو التوربينات، ولا انبعاثات احتراق مباشر كالتي تحدث نتيجة احتراق وقود الطائرات”.
مشاركة :