أقر زعماء الاتحاد الأوروبي رسمياً اتفاقاً لخروج بريطانيا من التكتل خلال قمتهم في بروكسل أمس الأحد، وحثوا البريطانيين على دعم خطة رئيسة وزرائهم تيريزا ماي للخروج التي تواجه معارضة غاضبة في البرلمان البريطاني. وبعد نصف ساعة تقريباً، أقر زعماء الدول المتبقية في الاتحاد، وعددها 27 دولة، المعاهدة التي تقع في 600 صفحة وتحدد شروط الانسحاب البريطاني من الاتحاد في 29 مارس/ آذار كما أقروا إعلاناً يقع في 26 صفحة ويحدد مستقبل علاقات التجارة الحرة بين الطرفين. وقال جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية للصحفيين قبل القمة: «هذا هو الاتفاق» معبراً عن ثقته في أن تتمكن ماي من تمريره في البرلمان ومستبعداً تقديم تنازلات كبيرة جديدة. وقال ميشيل بارنييه كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي لشؤون خروج بريطانيا: «حان الوقت لأن يتحمل كل شخص المسؤولية». وقال يونكر: إن هذا «يوم حزين» مضيفاً أن خروج بريطانيا من الاتحاد «مأساة» وأمر قاسٍ للطرفين. وأضاف قبل القمة: «أعتقد أن الحكومة البريطانية ستنجح في الحصول على دعم البرلمان البريطاني» لكنه أحجم عن التعليق على ما قد يحدث إذا فشلت ماي في ذلك. وتابع «سأصوت لصالح هذا الاتفاق لأنه أفضل اتفاق متاح بالنسبة لبريطانيا». وفي إشارة إلى مخاوف تلوح في الأفق، قالت رئيسة ليتوانيا داليا جريباوسكايتي على «تويتر» بعد إقرار الاتفاق: «تم إقرار اتفاق خروج بريطانيا لكن طريق عملية الخروج ما زال طويلاً». ويؤكد إعلان ألحق بمحضر القمة من جديد أن اتفاقاً حول صيد السمك يشكل «أولوية» ويجب التفاوض بشأنه مع المملكة المتحدة «قبل انتهاء المرحلة الانتقالية» في نهاية ديسمبر/كانون الأول 2020. وهذا الإعلان يتضمن قضايا أخرى تتعهد فيها الدول ال27 بالتزام «الحذر» حيال لندن في تطبيق الاتفاقات المتعلقة بها. وأكدت إسبانيا السبت أنها تلقت ضماناً كافياً من السلطات البريطانية ألا تشمل اتفاقات لندن المقبلة مع الاتحاد الأوروبي جبل طارق بشكل تلقائي. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: إنه في حال رفض البرلمان البريطاني اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي سيكون على لندن تقديم مقترحات جديدة. وقال ماكرون: «لا أستطيع تخمين شيء فيما يتعلق بتصويت (البرلمان) البريطاني. وفي هذه الحالة فإن الأمر واضح للغاية، سيكون على بريطانيا العظمى تقديم مقترحات. لكن علينا مسؤولية أن نكون مستعدين لكل الخيارات وهذا ما فعلناه». وأضاف ماكرون أن خروج بلد شكك منذ وقت طويل في إمكانية اندماج أعمق بين دول الاتحاد الأوروبي ليس محل احتفاء أو حداد، بل هو خيار اتخذه البريطانيون بحرية. وأشاد مارك روته رئيس وزراء هولندا، بأسلوب ماي في التعامل مع المفاوضات الصعبة معبراً عن ثقته في قدرتها على تمرير الاتفاق عبر البرلمان البريطاني. وفي رسالة مفتوحة إلى الأمة، قالت ماي: إن «الاتفاق سيكون في مصلحتنا الوطنية... اتفاق يناسب البلد بأكمله والشعب كله سواء من صوتوا بالخروج أو بالبقاء». (وكالات)
مشاركة :