نظمت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، وبتوجيهات وحضور معالي الدكتور أنور محمد قرقاش، ومجلس الأمناء، صباح أمس، في فندق غراند حياة بدبي، «ملتقى زايد والبعد الثقافي»، وذلك بمناسبة اليوم الوطني السابع والأربعين لدولة الإمارات العربية المتحدة. حضر الملتقى رئيس وأعضاء أمانة العويس الثقافية، وعدد غفير من الشخصيات الرسمية والثقافية والمهتمة، وذلك انطلاقاً من النهج الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، والمحافظة على القيم والأصالة بحداثة حضارية راقية، محورها الأساسي الثقافة التي أسسها المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، واستمراراً لاحتفالية عام زايد (2018) المتواصلة دائماً، وهي الاحتفالية التي أعلنها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بكلماته: «إن (عام زايد)، عام يحافظ فيه الوطن على إرث زايد، ويعيش أبناء الوطن قيم زايد، ونعمل معاً وفق رؤية زايد». القيم الحضارية افتتح الملتقى بالنشيد الوطني، ثم بكلمة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، شكر فيها مؤسسة العويس على تنظيم هذا المنتدى، وقال: «كان المغفور له الوالد الشيخ زايد، يقول لنا دائماً: إن ثقافتنا في الإمارات، هي ثقافة عربية إسلامية، نابعة من ديننا الحنيف، وعروبتنا الأصيلة، ولكنه كان يقول لنا أيضاً، إن ثقافتنا هي كذلك، ثقافة عالمية، تعزز انتماءنا الإنساني، وتأخذ في الاعتبار، تعدد الثقافات، في العالم من حولنا – كان يقول لنا، إن الثقافة في الإمارات، تشمل الإنسان كله: روحه وعقله، إرادته ومعتقداته، عاداته وسلوكه، وإنها كذلك، ثقافة علمية عقلانية، تدعو ذوي الألباب، إلى التأمل والتدبر – كان يقول لنا، إنه يجب أن ندرك، أن الثقافة في الإمارات، تجمع بين الثبات والمرونة، فهي ثابتة أمام كل ما يتصل بالعقيدة والعبادات والأخلاق، وهي مرنة، من خلال انفتاحها على الثقافات الأخرى – كان يؤكد لنا دائماً، أهمية تأكيد الهوية الوطنية، وتنمية الاعتزاز بالنفس، لدى جميع أبناء وبنات الإمارات، وتأكيد دورهم، في نشر مبادئ التعايش والسلام، بل وكذلك دورهم، في تأكيد مكانة الثقافة، في تحقيق الوحدة في المجتمع، وكان كل ذلك، يتجسد دائماً، في أقواله وأفعاله، وبالذات: في دعم الفنانين والكُتاب وأصحاب المواهب، في ربوع الدولة كافة، وفي تأكيده المستمر، على أهمية أنشطة الإبداع والابتكار، في تحقيق التنمية المستدامة – تتجسد أعمال وإنجازات القائد المؤسس، فيما أصبحت عليه الإمارات، ولله الفضل والحمد، من جسر ممتد، لتواصل الثقافات، وتلاقي الحضارات، وفيما تمثله من نموذج مرموق، للتعايش والتسامح، بين سكانها الذين ينتمون لجنسيات متعددة، إضافة إلى نجاحها في توظيف هذا التنوع السكاني، في تحقيق التقدم والرخاء للجميع، في الميادين كافة». وأضاف معالي الشيخ نهيان: «زايد كان يتمتع برؤية واضحة وناجحة في تحرير الإنجازات والقدرة على الإلهام، وتحفيز الآخرين على الإبداع، وحريص على بناء الإنسان، والاهتمام بالمرأة، ومسيرة الوطن، والعرب، والعالم، وكان هدفه الأسمى إيجاد حراك ثقافي وإنساني»، مؤكداً البعد الوطني وتكريس القيم لتكون الإمارات دولة الرفاه والخير، بثقافتها العربية والإسلامية والعالمية، ومؤكداً مسيرة الإبداع والابتكار لتحقيق التنمية المستدامة بين الثبات على القيم والمرونة من خلال الانفتاح على الثقافات الأخرى، مختتماً: «وما نواصله هو نتيجة لنظرته الواثقة كقائد مؤسس في الحضارة والثقافة، والسلوك، كأدوات هادئة في الحوار والتواصل ومواجهة التحديات، والمحافظة على الهوية التي تجسدت بشكلها الأمثل في شخصية الشيخ زايد». الجذور والمستقبل ثم ألقى معالي الدكتور أنور محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، كلمة ترحيبية أكد فيها دور الثقافة في تعميق الحس بالمسؤولية الوطنية، سيراً على إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، وتأكيداً على نهج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وتعزيزاً لتطلعات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لتكون الثقافة حاجة بشرية تكبر من خلالها الأمم وتتقدم من خلالها الشعوب. وأضاف: «ولشخصية الشيخ زايد أبعاد عديدة، فهو سياسي بامتياز، وزعيم باقتدار، وإنسان حضاري عالمي، وقائد تميز برؤية عميقة، ساهم في تمكين المرأة، والمجتمع، وقاد الإمارات بنواحيها المختلفة الاقتصادية والاجتماعية والمستقبلية، وبرزت في شخصيته الأبعاد الثقافية، لا سيما أنه كان يحب التاريخ والشعر، ما منحنا فضاء ثقافياً متجدداً، نحتفي به من خلال شخصيته، لأنها شخصية إنسان بتجربة وطن، وهي ناجحة تنموياً وثقافياً، وتقودنا نحو المستقبل، من خلال التعلق بالذات والجذور والمناغمة المتوازنة بينها والانفتاح والتسامح».
مشاركة :