قال التقرير الأسبوعي الصادر عن شركة «رساميل للاستثمار»، إن أسواق الأسهم العالمية واصلت خلال الأسبوع الماضي اتجاهها التراجعي، الذي عانته في الأسابيع الأخيرة، في حين أصبحت التوقعات المستقبلية بالنسبة للاقتصاد العالمي موضع تساؤل، فالعديد من العوامل تؤثر على انتعاشه والزخم الذي يحتاجه. وحسب التقرير، شهدت تداولات الأسبوع الماضي تراجع مؤشر «مورغان ستانلي كابيتال إنترناشيونال» للأسواق العالمية بنسبة 2.79 في المئة، ليصل بذلك أداؤه منذ بداية العام حتى تاريخه إلى -6.1 في المئة، كما شهدت الأسبوع الماضي تكبّد كل من مؤشري DJ Global Titans و Global Titans 50 خسائر بنسبة 4.1 و 3.59 في المئة على التوالي. في التفاصيل، وبالنسبة للولايات المتحدة فقد أصبح مؤشر «S&P500» في المنطقة الحمراء من حيث الأداء المتحقق منذ بداية العام الحالي وحتى تاريخه، بعدما تكبّد المؤشر خسائر بنسبة 3.79 في المئة خلال تداولات الأسبوع الماضي. وبذلك يكون أداء المؤشر بداية العام وحتى تاريخه قد استقر عند -1.54 في المئة. كما شهدت تداولات الأسبوع الماضي انخفاض مؤشر «Nasdaq 100» بأكبر نسبة بالمقارنة مع المؤشرات الأميركية الرئيسية الأخرى إذ تكبّد خسائر وصلت نسبتها إلى 4.95 في المئة، لتصل بذلك مكاسب المؤشر منذ بداية العام حتى تاريخه إلى 2 في المئة. وعلى صعيد أسعار الأسهم تجدر الإشارة إلى أن أسهم شركات (Facebook، وApple، وAmazon، وNetflix، وGoogle) أو ما يُعرف بأسهم FAANG حققت مكاسب هائلة منذ عام 2013 وارتفعت أسعارها بشكل كبير، مما جعلها جميعاً تشكل أكثر من 11 في المئة من مؤشر «S&P500». وبناء عليه، وبعد بدء معاناة هذه الشركات وتراجع أسهمها إثر عدم تطابق أرباحها مع التوقعات ومع مؤشرات الأداء الرئيسية فمن الطبيعي أن يؤثر ذلك سلباً على المؤشرات، لأنها تشكل جزءاً مهماً من هذه المؤشرات. وانخفضت القيمة السوقية التراكمية لهذه الشركات أكثر من 565 مليار دولار أميركي في ثلاثة أشهر، التي تشكل أكثر من 17 في المئة من إجمالي قيمتها السوقية. وإضافة إلى ذلك، فإن تأثر أداء أسواق الأسهم في الولايات المتحدة وسط موسم النتائج المالية الإيجابية التي تحققها الشركات سيكون مربكاً جداً. وعلى الرغم من أن أرباح أكثر من 70 في المئة من الشركات المنضوية ضمن مؤشر «S&P500» تجاوزت أعلى التوقعات، فإن معظم القضايا كانت مع النتائج النهائية أي دخل الشركة بعد خصم جميع المصروفات من الإيرادات. ويعمل المستثمرون على معاقبة الشركات ذات الهوامش المتعثرة إذ يتم السعي وراء ربحية السهم بعد أن يشعر المستثمرون بالقلق إزاء الخلفية الاقتصادية وسط حرب تجارية من المتوقع أن تؤثر سلباً على أرباح الشركات. شهدت تداولات الأسبوع الماضي تراجع مؤشر Euro stoxx 600 بنسبة 1.04 في المئة في أسبوع عرف ضعفاً في التداول وهدوءاً بسبب عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة، الذي صادف يوم الخميس الماضي. وأدى هذا إلى بعض عمليات البيع المكثفة في الولايات المتحدة قبل عطلة نهاية الأسبوع، الأمر الذي لم يشجع المستثمرين الأوروبيين في حين كانت الثقة في السوق عموماً مهتزة بالفعل. كما كان الأسبوع الماضي أسبوعاً هادئاً لناحية الأحداث التي تشهدها الأسواق والمؤشرات الاقتصادية، وسط إصدار البيانات الخاصة بثقة المستهلكين في منطقة اليورو فقط، التي كانت أضعف قراءة شهرية (- 3.9 نقاط في شهر نوفمبر) منذ شهر مارس 2017. ومؤشر ثقة المستهلكين يعنى بقياس مستوى التفاؤل لدى المستهلكين بالاقتصاد. ويغطي الاستطلاع 23 ألف أسرة في منطقة اليورو، وتركز الأسئلة على الوضع الاقتصادي والمالي الحالي، والنوايا على صعيد الادخار، وكذلك على التطورات المتوقعة فيما يتعلق بمؤشرات أسعار المستهلكين، والوضع الاقتصادي العام والمشتريات الرئيسية للسلع المعمرة. ومع ذلك، فإن ذلك سيكون له تأثير كبير على أداء السوق مستقبلاً، إذ سيكون التركيز في الأغلب على اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ومشكلة عجز الميزانية الإيطالية مع الاتحاد الأوروبي. وعلى صعيد قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فإن قادة الاتحاد صادقوا على اتفاقية الخروج وذلك في القمة التي تم عقدها 25 الجاري في بروكسل. وكان قد سبق الاجتماع دعوة أطلقها رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك حثّ فيها جميع دول الاتحاد للموافقة عليه. من ناحية أخرى، قال رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي جان كلود يونكر إنه على الرغم من أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الحكومة البريطانية يعتبر أفضل الممكن بالنسبة للجانبين، فإنه ل لايوجد على الإطلاق ما قد يعتبر طلاقاً سلساً. وفي الوقت الحالي وفي ظل موافقة دول الاتحاد الأوروبي على اقتراح المملكة المتحدة بخصوص الخروج، فإن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ستحتاج إلى موافقة مجلس العموم على الصفقة، مما يشكل تحدياً كبيراً بالنسبة لرئيسة الوزراء في ظل تصريح العديد من أعضاء البرلمان علناً عزمهم التصويت ضد الاتفاق. وكلما سارعت المملكة المتحدة في تسوية قضية الخروج من الاتحاد الأوروبي، كلما كان ذلك أفضل بالنسبة للاقتصاد البريطاني، الذي تأثر سلباً خلال هذا العام بسبب حالة عدم اليقين التي تحيط بقطاع التجارة والآثار التي ستتركها على الشركات العاملة في المملكة المتحدة. أما على صعيد سوق الأسهم فقد انخفض مؤشر FTSE 100 بنسبة 9.1 في المئة منذ بداية العام حتى تاريخه، في حين انخفض مؤشر FTSE 250 بنسبة 10.4 في المئة. أما الحكومة الإيطالية، فإنها قاومت ضغوط الميزانية التي مارسها الاتحاد الأوروبي ولن تتخذ أي إجراءات لخفض الإنفاق قبل الانتخابات البرلمانية للاتحاد الأوروبي المقررة في شهر مايو 2019. ويقول الائتلاف الإيطالي، إنه سيظل يدعم الاقتصاد من خلال التخفيضات الضريبية، وخفض سن التقاعد وزيادة الإنفاق على الرعاية الاجتماعية. في هذا الوقت يواصل الاتحاد الأوروبي رفض هذه الميزانية، قائلاً إنها لا تظهر أي التزام بتخفيض عجز البلاد، الذي يعد الآن ثاني أعلى نسبة في منطقة اليورو كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي (بعد اليونان). وتأمل الحكومة الإيطالية أن تتمكن من جمع ما يكفي من الغضب ضد الاتحاد الأوروبي بين الناخبين قبل انتخابات الاتحاد الأوروبي، لذا من المتوقع أن تستمر هذه المشكلة حتى منتصف عام 2019 قبل التوصل إلى اتفاق على ميزانية بين إيطاليا والاتحاد الأوروبي.
مشاركة :